وطقوس يتداولها الأجيال وعادات لن تنقضي تستعد قرية لمصلى ببلدية ايلولى اومالو بتيزي وزو لاحتضان الطبعة التاسعة من تظاهرة عرس التين المقرر تنظيمها من 26 إلى غاية 28 من شهر اوت الجاري، والتي يشارك فيها عديد الفلاحين من خلال عرض ثمرة التين بأنواعها. وهي انواع تشتهر بإنتاجها مناطق هذه البلدية التي اعتادت على تنظيم هذه التظاهرة الذي يرمز إلى إحياء إحدى أبرز عادات الأجداد. «الشعب» رصدت الأجواء وتنقل أدق التفاصيل من عين المكان. يعكف منظمو هذه التظاهرة الفلاحية على وضع آخر الروتوشات الخاصة بعملية التنظيم تحسبا لاستقبال ضيوف هذه الطبعة من مشاركين في أجنحة عرض مختلف أنواع منتوج التين. أبدى أكثر من خمسين فلاحا منتجا لثمرة التين مشاركتهم في هذا العرس الموسمي، الذي اعتادت البلدية تنظيمه عند الانتهاء من حملة جني التين في جميع القرى المعروفة بوفرة هذه الأشجار المثمرة. وتعتبر ثمرة تين المنطقة برمتها من أجود أنواع التين عالميا لاعتبارات مناخية وجغرافية ونمو أشجارها ضمن هذه الشروط البيئية الملائمة. ومن المعروف عن سكان هذه البلدية ادخار هذه الثمرة في شروط وقائية يتم استهلاكها فترة الشتاء عند نقص التموين بالمواد الغذائية، كما هو مألوف عند أسلاف المنطقة والكميات المتبقية من الدخيرة المنزلية توجه للبيع لتنتفع بها الكثير من العائلات لسد جميع النفقات الاجتماعية. أما الكميات التي يتم ادخارها تحفظ في أوعية فخارية يضاف إليها زيت الزيتون لتكسب ميزة صحية ينصح استهلاكها المصابين بأمراض المعدة حسب ما قيل لنا وما هو متعارف عليه من عادات سكان المنطقة. وبالعودة إلى الحديث عن هذه الطبعة، تكتسي هذه التظاهرة أهمية كبيرة منها التعريف بهذا المنتوج الفلاحي ذو الجودة العالية والعالمية. وكما جرت العادة ستكون المناسبة لعقد لقاءات تحسيسية ينشطها أخصائيون في الفلاحة الريفية تعرف بالمناهج التقنية الجديدة لتطوير إنتاج التين وحمايته من عدوى الأمراض، وكذا اطلاع الفلاحين على طرق تجديد أشجار التين المعمرة. كما سيتم في خضم هذه التظاهرة التطرق إلى مساعي الدولة في دعم الفلاحين المنتجين وحثّ الشباب على الاستفادة من الامتيازات التي تمنحها الوزارة الوصية لاستحداث مناصب عمل ويضمن استدامة إنتاج هذه الثمرة والحفاظ على ثروتها. حسب المنظمين، تأخذ الطبعة العاشرة من عرس التين أبعادا هامة على غرار تنظيم عادة «انزار» التي هي ترمز الى التشكرات وكذا المطالبة بنزول المطر خلال مواسم الجفاف، ناهيك عن تنظيم وقفة تكريمة للفنان مجاهد حميد وذلك من خلال تنظيم مسابقة للغناء على ان يتوسع البرنامج الى عروض مسرحية وكرنفال الأسد من طرف أطفال المنطقة. تختتم التظاهرة بتقديم شهادات تكريم المشاركين في انجاح الطبعة التاسعة لعيد التين.