تستعد بلدية بني معوش بولاية بجاية لاحتضان الطبعة التاسعة من تظاهرة عرس التين المقرر تنظيمها أواخر الشهر الجاري، وتدوم لمدة يومين، يشارك فيها أزيد من مائة عارض من منتجي ثمرة التين بنوعيها التي تشتهر بإنتاجها مناطق هذه البلدية التي اعتادت على تنظيم هذا اللقاء الفلاحي الذي يرمز إلى إحياء إحدى أبرز عادات أجداد المنطقة تقربا من الله عز وجل وشكرا لنعمته الكبيرة على أهالي المنطقة يعكف منظمو هذه التظاهرة الفلاحية على وضع آخر الروتوشات الخاصة بعملية التنظيم تحسبا لاستقبال ضيوف هذه الطبعة من مشاركين في أجنحة عرض مختلف أنواع منتوج التين، حيث أبدى أكثر من مئة فلاح منتج لثمرة التين مشاركتهم الرسمية في هذا العرس الفلاحي الموسمي، الذي اعتادت البلدية على تنظيمه عند الانتهاء من حملة جني التين في جميع قرى هذه البلدية التي تشتهر بإنتاج وفير، كما هو الشأن في هذا الموسم الفلاحي المنقضي. وتعتبر ثمرة تين المنطقة برمتها من أجود أنواع التين عالميا لاعتبارات مناخية وجغرافية تناسب الإنبات الحسن لهذه الثمرة ونمو أشجارها ضمن هذه الشروط البيئية الملائمة. ومن المعروف عن سكان هذه البلدية ادخار هذه الثمرة في شروط وقائية يتم استهلاكها في فترة الشتاء عند نقص إمكانيات التموين بالمواد الغذائية، كما هو مألوف عند أسلاف المنطقة والكميات المتبقية من الدخيرة المنزلية توجه للبيع لتنتفع بها الكثير من العائلات لسد جميع النفقات الاجتماعية، أما الكميات التي يتم ادخارها تحفظ في أوعية فخارية يضاف إليها زيت الزيتون لتكسب ميزة صحية ينصح استهلاكها للمصابين بأمراض المعدة حسب عادات سكان المنطقة. وبالعودة إلى الحديث عن هذه الطبعة، تكتسي هذه التظاهرة أهمية كبيرة منها التعريف بهذا المنتوج الفلاحي ذو الجودة العالية والعالمية، وكما جرت العادة ستكون المناسبة لعقد لقاءات تحسيسية ينشطها أخصائيون في الفلاحة الريفية هي بمثابة فرصة للفلاحين من منتجي هذه الثمرة بالتعرف على المناهج التقنية الجديدة لتطوير إنتاجهم وحمايته من عدوى الأمراض التي تصيب أشجار التين، وكذا اطلاع الفلاحين على طرق تجديد أشجار التين المعمرة وفق نصائح الأخصائيين. كما سيتم في خضم هذه التظاهرة التطرق إلى مساعي الدولة في دعم الفلاحين المنتجين وحث الشباب، خاصة على ممارسة هذه الفلاحة والاستفادة من الامتيازات التي تمنحها الوزارة الوصية على قطاع الفلاحة، تسمح لهم باستحداث مناصب عمل بأنفسهم في هذا القطاع الدائم ويضمن ذلك استدامة إنتاج هذه الثمرة والحفاظ على ثروتها. ويتخلل برنامج التظاهرة نشاطات أخرى من خرجات ميدانية لبعض المناطق الأكثر شهرة بإنتاج التين، إلى جانب إحياء سهرات فنية تراثية تبركا بهذا الرزق الوافر من التين. ومن المتوقع حسب المنظمين أن تكون الطبعة العاشرة من عرس التين أن تأخذ بعدا دوليا من خلال إقامة تظاهرة فلاحية دولية على أرض بلدية بني معوش بمشاركة أكثر من عشرين بلد من حوض المتوسط، من بينهم منتجون من فرنسا، إيطاليا، إسبانيا وغيرها من الدول التي تنتج التين، حيث أبلغت هذه الدول مشاركتها الرسمية في عرس التين ببني معوش ببجاية.