يبقى دوما المستهلك الضحية في كل التجاوزات التي يرتكبها عادة بعض أصحاب محلات بيع الأكل السريع على غرار «البيتزا» و»المحاجب» و»السندويتش» وما إلى غير ذلك، لذا يجب على كل شخص أن ينتقي بحذر وفطنة المحل الذي يتناول فيه وجبته حتى يعاقب الزبون أولئك الذين لا يحترمون معايير الصحة وسلامة المستهلك ونظافة المحل وسلامة خطوات تحضير الوجبة التي أحيانا تصدمنا عندما تقع فجأة على مرأى العديد من الزبائن، وبخلاف اتساخ بلاط المحل التجاري ومئزر الطباخ ومقدم المأكولات، نجد أن البعض يحتفظ بالعجين في أكياس سوداء ليست غذائية بينما الجبن يوضع مع الصلصة والبطاطا خارج الثلاجة إلى غاية ساعة متأخرة من الليل وانتهاء الخدمات. تذهلك بعض المناظر المرعبة التي تصدر لك التسممات الغذائية من العديد من محلات بيع الأكل السريع، بل تبيعك الأمراض في غفلة عنها، ولعل التمعن الكبير والتفحص في ترددنا على بعض المحلات يكشف المستور، فأحيانا نقتني «سندويتش» ونشتم منه رائحة فساد الجبن، أو مربع «محاجب» ونشعر بحمض مادة الطماطم، وأحيانا أخرى تكون الفرصة سانحة لإستراق نظرة خاطفة للمطبخ الذي يحضر مأكولات الزبائن فنصدم وتنقطع أنفاسنا بل ونصرخ «..إنا صحتنا وصحة أطفالنا في خطر كبير في غياب رقابة واسعة وفعلية..»إنها حشرات صغيرة تقفز من مكان إلى آخر بينما الخبز ليس محفوظا بطريقة جيدة، وناهيك عن الزيت السوداء المنتهية الصلاحية. إذا يتفق العديد من الزبائن أن العديد من محلات بيع الأكل السريع لم تعد آمنة خاصة في فصل الصيف، ويجب تجنبها أو التأكد من ظروف تحضيرها وتقديمها للوجبات على اعتبار أن المستهلك كذلك بدوره يشارك في صنع تلك الرقابة على كل ما يعرض عليه. ومع تكرر المظاهر المقززة التي يختفي فيها الضمير المهني تسمع صرخات الضحايا الذين رصدنا جانبا مما حدث لهم من تجاوزات بعض محلات الأكل السريع، فالسيدة بختي فادية أكدت أنها توقفت عن التردد على محلات الأكل السريعة خاصة تلك التي لا تعرفها جيدا بسبب وقوفها على منظر مقزز يتمثل في إقدام مقدم الوجبات خلال عملية تحضير «سندويتش» لها بنزع «الشمة» من فمه، ثم فتح الخبز ليضع عليه الجبن..فخرجت مسرعة من دون أن تشتكي أو ترد على اندهاشه من مغادرتها. وفي منظر يهدد سلامة الصحة الجسدية للمستهلك ذكر إلياس أنه أصيب بقرحة حادة في معدته بعد 10 سنوات من تردده على تناول وجبات الغداء في محلات الأكل السريع، حيث أوقف الأكل خارج المنزل ولا يتناول إلا وجبات الرجيم خالية من التوابل وممنوع عليه استهلاك كل ما يقلى..وأوضح متعجبا كيف لا أمرض والأكياس المخصصة للنفايات ولحمل الخضر تخصص للاحتفاظ بعجينة «البيتز» أو «المحاجب»؟.. كيف لا أمرض ومن يحضر لك الوجبة لا تتوفر فيه شروط النظافة .. فالطاهي مئزره متسخ.. والشوارمة تعرض عند مدخل المحل وأحيانا نستهلكها على الرصيف بسبب الإقبال الكبير عند منتصف النهار؟ بينما اقتنع عبد الهادي بعد أن سقط أصغر أبنائه البالغ من العمر سبع سنوات مع بداية موسم الاصطياف مصابا بتسمم غذائي حيث ظهرت عليه أعراض القيء والتعب ثم الحمى بعد أن تناول معه في الخارج «بيتزا» ومربعات من «المحاجب» أنه يجب أن يتحول المستهلك إلى رقيب لأولئك الذين ليس لديهم ضمائر حية وهمهم الوحيد جمع المال والربح السريع.