عبّرت المذيعة أمينة زيري، في تصريح خاص لجريدة “الشعب”، عن أسفها الكبير لرحيل إحدى أعمدة من صنعوا ذاكرة التلفزيون الجزائري منذ تأسيسه إلى غاية اليوم، لأن الأمر يتعلق ب “أمينة بلوزداد”، التي أخلصت وتفانت في عطائها خدمة لمهنة الصحافة وأسمعت صوت الجزائر العظيمة لسنوات طوال. أكدت محدثتنا، أن أمينة بلوزداد كانت قوتها الأولى في مجال الإعلام ولهذا هي جد فخورة، لأنها التقتها واستفادت من نصائحها في عدة مرات في قولها، “اليوم فقدت الجزائر إحدى أعمدة الصحافة التي صنعت أمجاد التلفزيون الجزائري منذ تأسيسه ولعدة سنوات كانت مليئة بالإنجازات والتضحيات في سبيل إسماع صوت الجزائر في كل المحافل الوطنية والدولية، على مدار الفترة التي اشتغلت فيها وحتى بعد تقاعدها بقيت وفيّة لمهنتها وكانت حاضرة دائما في مختلف المناسبات التي مر بها بلدنا الحبيب”. وأضافت أمينة في ذات السياق، “ميزة الراحلة أمينة بلوزداد أنها كانت مخلصة للصحافة وعملها نابع من القلب وبكل تواضع ولهذا تمكنت من تشريف الميدان الإعلامي وعائلتها الثورية بصفة خاصة. وأنا شخصيا تعملت منها أشياء كثيرة خلال الفترة التي جمعتني بها، رغم أنها كانت قد أحيلت على التقاعد، إلا أني استفدت من تجربتها الرائدة في هذه المهنة الواسعة”. لهذا اعتبرت زميلتنا في المهنة خلال حديثها معنا، أن مهمة الأجيال القادمة تتمثل في مواصلة حمل المشعل في قولها، “نحن الجيل الحالي أمام مهمة صعبة، تتمثل في مسؤولية مواصلة حمل المشعل بكل تفانٍ وإخلاص، مثلما كان عليه الحال مع من سبقونا لهذا المجال حتى نمثل بلدنا ونعطي أفضل صورة عنه، لأنه مثلما سبق لأمينة بلوزداد القول إن الصحافي والفنان هو سفير بلده ولا يمثل نفسه فقط وعليه أن يكون على قدر المسؤولية حتى يعطي أفضل صورة عنه في الخارج”. «السيدة بلوزداد هي قدوتي في مجال الإعلام” للإشارة، فإن أمينة زيري كشفت لنا أنها كانت تحلم بأن تلتقي بالراحلة قبل ولوجها عالم الصحافة، “عندما كنت صغيرة كان حلمي هو الالتقاء مع أمينة بلوزداد والحمد الله تحقق لي هذا الحلم عندما اشتغلت في التلفزة الجزائرية، لأنها مثالي الأعلى في طريقة تقديمها وتفانيها وحبّها للمهنة وكانت الأولى خلال الاحتفال الخاص ببسط السيادة الوطنية على الإذاعة والتلفزيون المصادف ل28 أكتوبر رغم أني لا أتذكر السنة بالضبط إلا أن فرحتي لا أستطيع وصفها آنذاك”. وواصلت في ذات السياق، “بالإضافة إلى أن الراحلة وجه تلفزيوني معروف وقدوتي الأعلى، أمدتني بنصائح كثيرة سمحت لي بتقديم الأفضل، خاصة عندما قالت لي إنها معجبة بطريقة تقديمي لحصة “مسك الليل” وطلبت مني أن أكون سفيرة بلدي لأنه بلد المليون ونصف المليون شهيد. كما لمست أمرا آخر يميزها وهو احترامها للمشاهد وعملها والفنان وكل من حولها، كانت تطالب بإعطاء الفنانين حقهم للأهمية التي يستحقونها”. في الأخيرة اعتبرت السيدة أمينة زيري، رحيل عميدة الصحافة الوطنية أمينة بلوزداد، بمثابة الخسارة ولكنها ستبقى دائما في مخيلتنا وأعمالها ستخلد إلى الأبد في قولها، “صحيح تحسّرنا كثيرا لرحيل عميدة الصحافة الوطنية السيدة أمينة بلوزداد، إلا أن أعمالها ستبقى راسخة في ذاكرتنا ما حيينا ولن نستطيع أن ننسى التضحيات والإنجازات التي حققتها في هذا المجال في وقت جد صعب ونصائحها ستكون سلاحنا للنجاح، لأن العظماء يرحلون وتبقى أعمالهم وأسماؤهم خالدة”.