في مثل هذا اليوم، من السنة الماضية، أفزعتني الرسالة النصية التي بعثها لي زميلي جعفر حسين قبل الفجر: ''مصطفى دايم الله''. وكنا في تلك الأيام جميعا مرتبطين ببصيص من الأمل في أن يفيق ''مصطفى'' من الغيبوبة، لنباشر سنة جديدة في أجواء غير تلك التي ودعنا فيها سابقتها. كنا طامعين في الله أن يغادر عثمان المستشفى ليعود إلى محرابه في رئاسة التحرير، ونواصل استفزازه دون قصد، بعنوان لم نحسن صياغته أو موضوع لم نفه حقه، ويواصل هو بدوره السؤال عنا وعن أحوال أبنائنا. ومع أنه لا رادّ لقضاء الله، وأن كل من عليها فان، فإن وقع تلك الرسالة النصية كان مؤلما بقدر الآلام التي جرحتنا بتوديع زملاء صحفيين كثيرين اغتالهم الإرهاب أو خطفهم الموت من فراش المرض. إنه قضاء الله. يكذب كل صحفي اشتغل أو ما يزال يشتغل في ''الخبر'' وقبلها في جريدة ''الشعب'' إذا قال اليوم إنه ليس مهووسا برحيل عثمان سناجقي، ذلك الرجل الطيب الخجول، وصاحب ''النرفزات البركانية''، التي سرعان ما تهدأ، وفي كل الحالات يسارع هو للاعتذار. لا يمكن للذين اشتغلوا مع المرحوم نسيان خصاله الكثيرة، أعلاها كرمه وصبره. في الأشهر الأخيرة، قبل رحيله، لاحظنا كلنا، خاصة الصحفيون البعيدون عن العاصمة، أن السيد تغير، وصار سريع الانفعال، وعند الاستفسار أخبرنا الزملاء أنه مريض. وقال لي ذات مرة الزميل نور الدين مخلوفي، وأحسست في صوته نوعا من الألم: ''اصبر عليه يا لحسن راه مريض''. واكتشفت عندما جاء إلى وهران رفقة رابح خليفي، في نوفمبر 2010 بمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيس ''الخبر''، كم كان قويا في مقاومته لما أصابه، وكان يضاعف الاجتهاد لكي لا يحسس الناس بما يعانيه. في العمل يمكنني أن أقول، بعد ربع قرن من الصحافة، إنه بعد سعد بوعقبة لم أعرف رئيس تحرير يحسن تفجير طاقة الصحفي ويرافقها مثلما كان يفعل المرحوم عثمان سناجقي، كان واسع الصدر مع الذين يختلف معهم سياسيا، لم يكن ''حسودا''، عندما يتبين له أن الصحفي يستطيع الوفاء للمهنة باحترافية وموضوعية. وكان سندا قويا في ''المغامرات الصحفية''، ونعرف جميعا أننا سببنا له متاعب مع ''الناس'' في كثير من المواضيع التي تناولناها وغامر فيها معنا، ولم يخطرنا أبدا بذلك. كان الطريق طويلا، في ذلك اليوم الغائم والأخير من سنة ,2010 الذي امتطينا فيه سيارة صديقنا المحامي جعفر خدود من وهران، رفقة زميلي جعفر بن صالح والأستاذ رياض وراص، للوصول إلى خميس الخشنة، التي وجدنا كل الناس فيها متوجهين إلى المقبرة. كان من الصعب تقديم العزاء لأشقاء وعائلة سناجقي، لأن كل الذين كانوا يومها في مقبرة خميس الخشنة جاءوا ليعزوا أنفسهم بفقدان ذلك الرجل الطيب الخجول، الذي نقش اسمه في سجل رجال الإعلام الجزائريين. رحمك الله يا عثمان، واعلم أننا لن ننساك ما حيينا. لحسن بوربيع
فضّل قيادة فريق رابح على الشهرة
صارت حياتنا مثل قطار ''تي جي في''؛ الأيام تمر بسرعة فائقة، الرجال ترحل تباعا، ويبقى الأحياء يتداولون الذكريات. أشعر وكأنه البارحة فقط كنت إلى جانب المرحوم عثمان سناجقي في قاعة رئاسة التحرير بجريدة ''الخبر''، في جو ديناميكي أحبه كثيرا وأحببناه معه، عندما كنا نجتهد يوميا، بلا كلل ولا ملل، من أجل أن ننتج جريدة كنا نسعى لأن تكون الأحسن كل صباح. بكل تواضع؛ لقد كسب الرجل الرهان، وكان عثمان منتجا جيدا، بدليل أن ''الخبر'' فرضت نفسها كجريدة ذات مصداقية. أزعم أنني كنت واحدا من أقرب الناس إلى عثمان، بحكم أنني اشتغلت مساعدا له لخمس سنوات كاملة (كنائب لرئيس التحرير). لقد وقفت خلال تجربتي مع عثمان على شيء اسمه: كيف تكون قائدا ناجحا لفريق عمل. نعم، إنجاز جريدة، كما هو تسيير مؤسسة أو حتى دولة، هو ليس من صنيع رجل ملهم اصطفاه الرب بالفقه في الأمور كلها، بل هو عمل فريق من الناس، من البواب إلى المسؤول الأول، كل له دوره ومجهوده، لكن الشخص الناجح هو من يستطيع قيادة هؤلاء الناس وتشكيل فريق متكامل يقدم منتوجا محترما. كانت هذه إحدى خصال عثمان، أي: كيف تكسب الناس إلى جانبك وتتحكم في الفريق الذي ينتج في النهاية عملا رائعا. كنا نختلف ونتخاصم، وتضيق بنا الدنيا أحيانا، لكن في نهاية المطاف، والكثير من الزملاء يقرون بهذا، تجد عثمان الإنسان إلى جانبك يقول لك: ''هيا نشرب قهوة''؛ وحينها تعود الحياة إلى عذوبتها وتنسى نفسك في جو يشجعك على أن تبذل المزيد، لأنك تحس أن الرجل يقف مع ''الخدام''... لم يبرز المرحوم عثمان سناجقي ككاتب في التعليق والتحليل والعمود، ليس لأنه لا يملك القدرة على الكتابة، بل على العكس، كان بإمكانه أن يتبوأ أحسن موقع ضمن من ينشطون اليوم في سوق الكتابة على صفحات الأوراق المسودة التي تباع اليوم في الأكشاك الجزائرية، وكان يشعر بأنه مفرط في هذا الجانب، إلا أنه كان يفضل الأهم على المهم، كان يفضل إنتاج جريدة محترمة وذات شهرة على أن يكسب شهرة لنفسه ككاتب صحفي. والزملاء كلهم يعرفون أن عثمان كان حشوما وزاهدا في الشهرة وفي البروز عبر وسائل الإعلام والنوادي وغيرها... الذين يعرفون هذا المجال يدركون بأنه قد تكون كاتبا مرموقا لكن إنتاج جريدة مقروءة ومحترمة هو شأن لا يفقه فيه إلا القليل... عثمان فضل العمل الشاق على السهولة، فضل ''عمل النملة'' كما يقال، كان يتابع ما يكتبه الصحفيون والمراسلون ويراجعه سطرا سطرا، كلمة كلمة، وتُعاد المواضيع من أساسها، ويتم التدقيق في المعلومة، في الصياغة، في العبارات، وفي كل شيء، من مصدر الخبر حتى المطبعة، حتى تصدر ''الخبر'' في شكل ينال احترام القراء.. هذا سر نجاح ''الخبر''، وهو أيضا سر فشل غيرها. وهذه المهمة لم تكن بالسهلة سيما عندما نعلم أن الأمر يتعلق بأكبر جريدة في البلد، جريدة مستهدفة بالاختراقات وبالتعتيم والتضليل والاحتواء من أوساط عدة، وسط تجاذبات سياسية حادة وصراع محموم على السلطة والنفوذ في عشرية الدم والدمار و''التيه الوطني الشامل''. أسلوب العمل الشاق والمتعب هذا ورثه عثمان، في حقيقة الأمر، عن أقرب الناس إليه ورئيس تحريره السابق، الشهيد عمر أورتيلان، لقد كانت الجريدة حياتهما، يلتحقان برئاسة التحرير في أول ساعة يستيقظون فيها من النوم، ولا يغادرانها إلا للنوم في ساعة متأخرة من الليل. وأنا أتذكر عثمان، أحس أننا فقدنا رجلا ذا قيم إنسانية عالية جدا. لا شك أن الزملاء يتذكرون جوده وكرمه وهرولته دوما للمساعدة بماله الخاص، والزملاء يتفقون معي أنه لم يكن أحد يجرؤ على إدخال يده في جيبه في حضور عثمان سناجقي. رحيل عثمان كان مفاجئا ومبكرا، لقد خسرنا صديقا وإنسانا في قمة التواضع والأخلاق، وإعلاميا في أوج العطاء. لكن الخلود لخالق الوجود. بقلم: محمود بلحيمر
زملاؤك تحملوا الأمانة.. فحققوا أمانيك في مثل هذا اليوم 30/12/2010 رحلت عنا دون سابق إنذار يا ''عثمان''، وتركت فراغا كبيرا لدى أسرتيك الصغيرة والكبيرة، وحتى في منصبك المهني. وإن زميلك الذي لازمك في مسيرتك المهنية منذ وطأت أقدامكم القسم الوطني لجريدة ''الشعب'' حمل عبئك مكرها لا بطل، لأنه لم يكن يحلم يوما أنه سيحل محلك، ليس لعدم قدرته وكفاءته، بل لأن أخلاقه لا تسمح له بذلك. لكنه أبى إلا أن ينزل عند رغبة الزملاء محملين إياه حمل المشعل ليستكمل مسيرتك ويقود سفينة ''الخبر'' نحو العالمية. اختاره زملاؤك ليكون خلفا لك في المنصب، لأنهم جميعا، قدامى وجددا، يعلمون جيدا العلاقة القوية التي تربطكما والخصال التي تجمعكما، فكلاكما ظل للآخر، وكلاكما يعكس الآخر، لهذا كان اختيارهم صائبا إلى حد كبير، لأنهم رأوا أن لا أحد بإمكانه تعويضك في منصبك الذي دمت فيه إلى أن رحلت عنه، غير ''كمال'' فهو الذي كلف بإكمال رسالتك ومسيرتك في الجريدة التي رقيت بها إلى أعلى مستوى، بفضل تفانيك وجهدك واجتهادك وتضحياتك بوقتك النفيس وصحتك التي لا تشترى بالذهب. رحلت وتركت الجريدة، التي ذقت الحلو والمر من أجلها، أمانة في أعناق زملائك فحافظوا على الأمانة وصانوا الوديعة، وحققوا لك حلمك الذي كان يراودك، منذ التأسيس، حيث انتزعت ''الخبر''المرتبة الثانية إفريقيا بعد ''الأهرام'' المصرية والأولى وطنيا بدون منافس أو منازع، وبالتالي شقت طريقها نحو العالمية بكل فخر واعتزاز وكبرياء. أبّنتك في وفاتك بما عرفته عنك من خصال حميدة ومواقف وآراء سديدة، من خلال السنوات التي قضيناها معا في ''جريدة الشعب''، المدرسة التي علمتنا أبجديات مهنة الصحافة، وإن كانت قليلة فإنها كانت مفيدة ومثمرة. وعرفت عنك الكثير واطلعت على خفايا شخصيتك وطريقة تسييرك لأكبر صحيفة جزائرية، من خلال كتابات الصحافيين الذين اشتغلوا تحت رعايتك كمسؤول، وتوجيهاتك النيرة التي رسمت لهم طريقهم نحو مستقبل مهني زاهر، رغم أنه محفوف بالمخاطر. فكانت شهاداتهم واعترافاتهم كافية لأن أدخل أغوارك التي كنت أجهلها. فزادتني يقينا أنني لم أخطئ في وصفي لشخصيتك وإطلاق أحكامي على مواقفك ومبادئك. أعلمك أخي ''عثمان'' أن نضالك من أجل رفع التجريم عن الصحفي قد تحقق في قانون الإعلام الجديد، وإن كان ليس في مستوى ما كنت تصبو إليه وتنتظر. فأنت الذي ذقت مرارة التوقيف والحبس من أجل كلمة حرة أردت بها حقا وأرادوها باطلا، قلتها في أصعب مرحلة مرت بها الجزائر، حين خرست فيها الألسن وشحت أقلام رجال الإعلام، واختفى من الساحة كبار الساسة. فنم يا أخي وصديقي وزميلي ''عثمان'' قرير العين، فسنبقى نتذكرك ما دمنا أحياء، وسننقل خصالك الحميدة للأجيال القادمة. رحمك الله وطيب ثراك مختار سعيدي رئيس تحرير جريدة ''الشعب''
عثمان.. إليك آخر الأخبار يمر عام على رحيلك، وأنت في مقامك الأبديّ تنعم براحة الرجل الطيب، الذي لم نأخذ منه سوى البسمة في لحظة الألم، والقلق ساعة الفوضى، والصمت إذا اتسعت مساحة الأزمة.. يمر عام على رحيلك، ومقامك بين أحبابك وأصحابك ثابت، في جلستك التي تملأ المكان، وحديثك الذي لا يخلو من الدعابة، ورأيك الذي لا تكره غيرك عليه، وأنت الذي آمنت بالحرية ثابتا في قناعاتك، وأنّ الوطن فوق الحرية إذا كانت لها أظافر.. ولا تقلّم الأظافر إلا المروءة والموقف الرجولي. بدأنا معا قبل ربع قرن في جريدة تحمل عنوان ''الشعب''، ولكنها كانت تحمل أكثر من ذلك أحلام الشعب، فكنت تعرض علينا بين الحين والآخر رسائل مواطنين بسطاء من الجزائر العميقة، يشتكون ظلما أو بيروقراطية أو تجاوزات، أو يقولون كلاما موجها لا يفهمه إلا سكان المريخ.. فتنتصر لآراء هؤلاء البسطاء الطيبين الطالعين من الحواري المحرومة والأزقة المليئة بأسئلة المستقبل والخوف من المجهول.. وفي أكتوبر 1988 قرأت مثل غيرك من الصحفيين تلك الأحداث، وقلت إنها إعادة صياغة جديدة لجمهورية مختلفة عنوانها الحرية، واخترت مع ثلة من أصحابك تجربة مغايرة عن السائد في إعلام تلك المرحلة، ''الخبر''، التي كانت شاهدا على جزائر أخرى، تتعلّق بالحرية في زمن الموت والفجيعة، وتدفع الفاتورة من دم أبنائها المؤمنين برسالة لا يمكن إلاّ أن تكون ملغّمة برصاص الغدر والخيانة والإرهاب. كنّا نلتقي أو نتواصل عبر الهاتف، لنستعيد شيئا من ذكريات لا نريد لها أن تنسى أو تموت، ونتبادل الرأي في قضايا الوطن، الصحافة، السياسة، وأخبار الأصدقاء.. ولم تكن تغلق أبواب الحديث في أيّ شيء حتى في المرض الذي كان يأخذ منك راحتك، وتتعالى أمام قسوته. وأذكر، يا عثمان، أنّ آخر لقاء بيننا في مكتبي بالوزارة، كنت ترمي بأثقالك وهمومك أمامي، وبين الحين والآخر تسألني عن آفاق قطاع الصحافة، وقانون الإعلام، ومستقبل المهنة، ولا تتردد في القول إنّ طموحك هو إطلاق صحيفة إلكترونية، وتعطي ملامحها المختلفة، ثم تسحب من جيبك ''الفلاش ديسك'' وتقول لي: هذه صور لمدائن صالح، عثرت عليها في أحد المواقع، إنها بديعة جدّا ولا أعرف لماذا لا يعرفها الناس؟ ويعرّج قليلا عند أحوال البلد، فيبدي قليلا من الفرح وكثيرا من الحزن، ثم يقول: أرجو أن أكون مخطئا في حساباتي، فنحن بلد يمكنه أن يكون أفضل مما هو عليه.. وحين أقول له هل أنت راض عمّا تكتبه صحيفتكم بشأن الوضع العام؟ يقول لي ضاحكا: هل تسألني كسياسي أم كصحفي؟ فأرد بل كمواطن؟ فيجيبني: ''نحن نسعى لأن نكون صحيفة المواطن.. والمواطن بطبعه يطلب كثيرا ولا يعطي إلا القليل..''. هكذا كان عثمان، رجل التوازن في مهنته، والتواضع في سلوكه، والرجولة في مواقفه.. لهذا فإنّه لم يترك الكرسي شاغرا بعد غيابه.. عثمان، رحلت وأعرف أنك كنت ستنام قليلا عندما ترى بن علي ينتهي لاجئا في جدة، ومبارك سجينا في شرم الشيخ والقذافي قتيلا في سرت، وعلي صالح باحثا عن مستشفى للعلاج، وبشار يقاوم أعاصير الشعب والجامعة.. وكنت ستبحث عن أسئلة الشارع العربي الذي أطلق لحيته، وأوروبا التي تنتحر ببطء على إيقاع اليورو القاتل.. وكوريا التي تحتفي بكيم الثالث، والعراق التي تودع آخر أمريكي لتنفخ في الطائفية النائمة، وتركيا التي تلبس عباءة التاريخ الجزائري لترد على ساركوزي.. وأشياء كثيرة في بلدك.. كنت ستقرأها وأنت مستلق على كرسيّك لساعات طويلة.. أنت هناك، في مقامك الأبدي، ونحن هنا نستعيد ذكراك، ونعلم أن غدا يوم آخر.. بقلم: عزالدين ميهوبي
عبد الوهاب جاكون مدير يومية ''لانوفال ريبوبليك'' ''فقدت عثمان الطالب والزميل'' ''الراحل عثمان سناجقي قبل أن يكون رئيس تحرير جريدة ''الخبر'' فهو طالب كان يدرس عندي في كلية العلوم السياسية ببن عكنون، عندما كنت أدرس بها بين 1980 و1983 مادة علم الاجتماع الإعلامي. وقد عرفت عثمان الطالب بمواقفه السياسية المتميزة، وكان يبرز دائما من خلال النقاشات داخل قاعة الدرس. وصدق من قال إن التلميذ يتفوق أحيانا على الأساتذة، فالطالب أصبح زميلا في مهنة المتاعب وطرفا فاعلا في الصحافة المكتوبة. ولا أذكر يوما زرته في المكتب ووجدته متفرغا. الراحل لم يكن يعرف الراحة أبدا. وأنا أتألم إلى اليوم رغم مرور عام على رحيله، وأنا الذي فقدت الزميل والطالب عثمان سناجقي في آن واحد''. أحميدة عياشي - مدير ''الجزائر نيوز'' ''رحيل عثمان خسارة للصحافة الجزائرية'' ''رحيل الصديق عثمان سناجقي يشكل خسارة لمهنة الصحافة، انطلاقا من أن عثمان إلى جانب أنه كان مثقفا، كان محترفا وصانعا للجريدة. والآن نعيش غيابه أكثر بعد عام على رحيله. كيف لا وهو من أعطى وهجا لجريدة ''الخبر'' لما كانت تعيش أصعب مراحلها وهي في مفترق الطرق. عندما أتذكر عثمان أثمن ركام عمله، ونرسمل هذه الخسارة من خلال عمل رمزي له كروح وكتجربة.. أقترح مثلا إنشاء ورشة تكوينية أو دورة تحمل اسم عثمان تتخصص في تكوين الجيل الجديد من الصحفيين، عرفانا لذاكرة الصديق والصحفي الذي أسس للمشهد الإعلامي المستقل قبل 20 عاما من اليوم''.
المحامي خالد بورايو ''فقدنا مدافعا عن حقوق الإنسان'' ''عاش الراحل عثمان سناجقي وفيا لمهنته. فتجده طوال الوقت في مكتبه ب''الخبر''. فهو رجل متواضع مخلص يحب الصحافة والصحفيين. وأعتقد أنه وبمرور عام على رحيله، فإننا كحقوقيين نعتقد بأن الصحافة الجزائرية فقدت رجلا ممتازا وليس ''الخبر'' فقط من تفتقده''.
عمر بلهوشات مدير جريدة ''الوطن'' ''لانزال تحت وقع الصدمة'' ''في الحقيقة، لاأزال تحت وقع الصدمة، وأكاد لا أصدق برحيل عثمان سناجقي المفاجئ. وأقول إن رحيل رئيس تحرير ''الخبر'' هو خسارة ليس فقط ل''الخبر''، وإنما للصحافة الجزائرية عموما وهو في أوج العطاء، بعدما اكتسب الخبرة والتجربة، وهو الذي كان يسير أكبر جريدة معربة في الجزائر. فالحزن على فراقه لم يغادرنا لحظة واحدة''.
عبروس أوتودارت - مدير يومية ''ليبرتي'' ''عاش بعيدا عن الأضواء'' ''هو من الصحفيين الذين جاؤوا بأفكار زعزعت نمط التفكير الذي بناه الحزب الواحد. عثمان سناجقي عرف كيف يمنح لجريدة ''الخبر'' البعد الذي تعرفه اليوم وهي مكانة مستحقة، ولا يختلف اثنان على أنه كان العمود الفقري للجريدة، حيث كان لا يعرف التعب، محترفا لأقصى الدرجات، وعاش بعيدا عن الأضواء، ولكن قريبا جدا من الصحفيين''. جمعها : كريم كالي