اعتبر خبراء في قطاع الفلاحة بوهران، أن التعليمة الوزارية القاضية بزيادة قيمة الدعم المخصص لمادة النخالة الموجهة للأبقار، سيكون لها الأثر الإيجابي على إنتاجية الحليب واللحوم. ولفتوا إلى ضرورة إعادة النظر الجدي في هيكلة الدعم، خاصة في ظل التذبذب المستمر في أسعارها، لأسباب محلية وأخرى عالمية، من أهمها الجفاف الذي تشهده عديد الدول. المجلس المشترك الولائي لمنتجي اللحوم الحمراء: تحديد قائمة المهنيين المعنيين بالدعم اتصلت «الشعب» برئيس المجلس المشترك الولائي لمنتجي اللحوم الحمراء، بلعالية علي، للتعرف على الصيغة الجديدة للدعم الحكومي الموجه لمادة النخالة، فكان ردّه، أن تعليمة الوزارة الصادرة مؤخرا، تنص على دعم رأس البقر الواحد ب4 كلغ من هذه المادة، أي بمعدل شهري قدره قنطار وعشرون كلغ للبقرة الواحدة. ويمس الإجراء الجديد الفلاحين الحاملين للاعتماد، في وقت تتواصل فيه عمليات تطهير قوائم المربين المختصين في تربية الأبقار كمرحلة أولى، بهدف «ترشيد الدعم الموجه إلى الأعلاف»، بحسب نفس المصدر. ولفت بلعالية الانتباه إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف، يعد أحد أهم وأبرز العوامل التي تعيق تطوّر القطاع، في إشارة منه إلى الاحتكار المرتبط بحجم الإنتاج والذي عرف تراجعا كبيرا بسبب الجفاف وسوء توزيع الأمطار خلال موسم النمو. في هذا السياق، أشاد رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي الحليب، محمود بن شكور، بالبرنامج الوطني لتثمين المياه المستعملة من أجل تعزيز الري الفلاحي، واعتبر أن وهران ستدخل المنافسة بقوّة، من خلال البرنامج الطموح «سهل ملاتة»، والذي سيدخل المرحلة الأولى من الاستغلال، السنة المقبلة، انطلاقا من محطة تصفية المياه المستعملة الواقعة ببلدية ‘'الكرمة''. مع العلم أن مساحته تزيد عن 12 ألف هكتار، بحسب ما أشار إليه نفس المصدر. جمعية منتجي الحليب: إعادة النظر في تكلفة إإنتاج الحليب الخامج والهامش التسويقي عن الإجراءات التي اتخذتها السلطات للرقي بشعبة الحليب الطازج، أوضح رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي الحليب، محمود بن شكور، أن القطاع يتطلب عناية خاصة، من خلال وضع خطط مستقبليّة، تستهدف أولا تكلفة إنتاج الحليب الخام والهامش التسويقي في الجزائر عامة، مطالبا في سياق متصل بزيادة الدعم الموجه لمنتجي الحليب بعشرة دنانير في اللتر الواحد، لافتا إلى أن سعر لتر واحد من حليب الأبقار (باحتساب الأقساط المقدمة من طرف الدولة) يبلغ 45 دينارا، في حين يتجاوز سعر التكلفة 70 دينارا. الغرفة الفلاحية: تبنّي السقي التكميلي للحد من الخسائر الناتجة عن الجفاف كما أكد رئيس الغرفة الفلاحية، براشمي مفتاح الحاج، أن شعبة الحليب والتي تأتي في المرتبة الرابعة، تعرف تطورا مستمرا في إنتاجية الحليب واللحوم، رغم المشاكل والصعوبات التي تواجه القطاع، حيث ارتفع إنتاج وهران من الحليب من 38 مليون لتر سنويا إلى 41 مليون لتر حاليا، أي بمعدل سنوي قدره 15 لترا للبقرة الواحدة. وتظهر الأرقام أيضا، أن عدد الأبقار الحلوب ناهز 7400 رأس، فيما يفوق عدد رؤوس الأبقار المتواجدة بوهران 19 ألف رأس. وأرجع براشمي هذا التطور أساسا إلى التطور التدريجي لأساليب التربية، وكذا الجهود الحثيثة التي تقوم بها الوصاية وجميع العاملين في المجال الزراعي والفلاحي بصفة عامة، بهدف رفع الإنتاج والاستغناء قدر الإمكان عن الاستيراد من الخارج. مع العلم أن الموسم الفلاحي الفارط، شهد زراعة 54 ألف هكتار من مختلف أنواع الحبوب، فيما لم يتجاوز الناتج الخام 168 ألف قنطار، بعدما كانت التوقعات تشير إلى 600 ألف قنطار. ودعا نفس المسؤول، إلى تبنّي السقي التكميلي للحد من الخسائر الناتجة عن الجفاف. ويقصد بالري التكميلي، استكمال النقص الحاصل بين الاستهلاك المائي ومعدل التساقط من ناحية، ومن ناحية أخرى تحديد الفترة الحرجة ومرحلة النمو التي تستدعي المياه، مشيرا إلى أن التساقطات المطرية الموسم المنصرم، بلغت 366 ملم، بزيادة حوالي عشرة ملم مقارنة بالمعدل السنوي، وعرفت خلال شهري مارس وأفريل؛ وهي فترة نمو مهمة وحرجة للمحاصيل الكبرى، يضيف المصدر.