حسب حصيلة شهر أكتوبر المنصرم فإن كمية الحليب الطازج المجمعة على مستوى ولاية معسكر بلغت 2.230.712 لترا استنادا إلى أرقام استقيناها من مصلحة الإحصائيات بمديرية المصالح الولائية للفلاحية بمعسكر . وتشير معطيات ذات المصلحة إلى أن الولاية أنتجت الموسم الماضي (2012/2013) حوالي 21.847.000لترا من حليب البقرة , وهي كمية تم تجاوزها هذا العام بأكثر من 6 ملايين لتر إلى غاية أكتوبر الماضي . و يوجه هذا الحليب الذي تنتجه 17600 بقرة حلوب من أصل 38ألف رأس من البقر يتوفر عليها المنتجو الولاية البالغ عددهم 1105 منتجين يوجه إنتاجهم لتموين 13 ملبنة , 4 منها داخل الولاية و البقية من خارج الولاية . و حسب معلومات مصالح التجارة فإن نصيب ملبنة تيزي العمومية من الحليب الطازج يتجاوز 22000لترا يوميا بينما تكتفي 3 ملبانات خاصة بأقل من 2000لتر يوميا . و يتولى 82 مجمعا أغلبهم من مستفيدي جهاز تشغيل الشباب , بجمع ونقل الحليب الطازج من المربين إلى وحدات التحويل التي تنتج مجتمعة ما معدله 120ألف لتر يوميا من الحليب المبستر يتولى موزعون خواص و الملبنات بتوزيعها على تجار التجزئة داخل و خارج الولاية . و رغم أن ولاية معسكر تصدر كمية من إنتاجها من الحليب إلى ولايات مجاورة مثل وهرانمستغانمغليزان وعين تموشنت , إلا أن تجار التجزئة لا يحصلون على الحليب المبستر المنزوع الدسم المسقف سعره ب25دج للتر الواحد و الذي يفضله المصابون بأمراض مزمنة و محدودي الدخل على أنواع الحليب الأخرى التي يفرضها الموزعون على التجار و على المستهلكين على حد سواء . و بينما يشكو مجمعو الحليب من تزايد عددهم مقابل استقرار حجم الإنتاج مما يقلص من حصصهم المعتادة و يزرع بينهم الشحناء التي يستغلها المنتجون لابتزازهم كما أبلغنا أحدهم رغم وجود نص تنظيمي يمنع المربين من استبدال مجمع بآخر , فإن منتجي الحليب يعانون من كم هائل من المشاكل حسب رئيس جمعيتهم بدءا بالسعر الذي تشتري به الملبنات حليبهم و الذي يتراوح بين 27و 32دج للتر بحسب نسبة الدسم فيه , مشيرا أن هذا السعر تجاوزه الزمن حتى بزيادة منحة الدعم المقدرة ب12 دج عن كل لتر (تضاف إليها 5دج للمجمع و4دج للملبنة ) , و يبرر رئيس جمعية المربين تآكل سعر البيع بارتفاع سعر تكلفة اللتر الواحد إلى 80دج جراء ارتفاع سعر القنطار من تغذية الأنعام من 3200إلى 4200دج و القنطار من النخالة إلى 1500دج لدي مؤسسة الرياض و 2900دج في السوق الموازية ملاحظا أن المربين منتجي الحليب لا يحصلون سوى على 3آلاف قنطار منها لدى المؤسسة المذكورة , كما أن حزمة التبن تشترى ب550دج و حزمة الكلإ ب700دج ,هذا فضلا عما يتعرض المنتج من حالات رفض إنتاجه في فصل الصيف خاصة من طرف الملبنة بحجة نقص في النوعية . و هو الوضع الذي جعل بعض المربين حسب محدثنا , يفكرون في بيع أبقارهم بعد أن أصبح إنتاج الحليب غير مربح ...ملاحظا أن كل هذه الانشغالات تم تقديمها لأعضاء لجنة تفتيش وزارية استفسرتهم حول انشغالاتهم منذ فترة وجيزة . كنا نأمل في الأخير أن نتمكن من الإجابة عن كثير من الأسئلة العالقة حول إنتاج توزيع تسويق و نوعية الحليب المستهلك بولاية معسكر , وكذا تضارب الأرقام و تناقضها مع الواقع , غير أننا اصطدمنا بمدير جديد على رأس ملبنة تيزي يشترط تقديم أسئلة مكتوبة ليجيب عليها كتابيا عندما لا يكون مشغولا , وبعد إطلاع مسؤوليه و استئذانهم في الأمر حتى يتفادى عواقب "التحريف المحتمل لأقواله وتصريحاته من طرف الصحفيين" . و رغم أن هذا الإجراء قد حرمه من تقديم وجهة نظره للرأي العام حول الطريقة التي ينتج بها الحليب الموجه للاستهلاك , وحرمنا من أداء مهمتنا على أحسن وجه , فإني أتمنى أن تنجح طريقة تسييره لأهم ملبة في الولاية , في سد حاجة السوق المحلية من الحليب بمختلف أنواعه و مشتقاته لأن الملبنة في إمكانها تحقيق ذلك وأكثر .