يعتقد الدكتور احسن ثليلاني، “ان الثقافة والفن في الجزائر اليوم اصبحتا شكل من اشكال العبث وذلك لأن المنتوج الثقافي بصفة عامة لم يعد له اي صدى لدى المتلقي، وقد يكون السبب الى رداءة هذا المنتوج وضعفه، وقد يعود الى عدم مبالاة الجمهور، وفي الحقيقة نحن نعيش ازمة ثقافية خانقة”،وأضاف نفس المتحدث، “فالمسارح مثلا تنتج مسرحيات صرفت عليها الملايين من الخزينة العمومية، وتفتح الأبواب بدون مقابل للجمهور، وبالمقابل لا احد يأتي، ولا احد يهتم، ولا احد يبالي، وفي الجهة الأخرى بأوروبا مثلا يكون الاقبال كبيرا وبمقابل. فالقضية يوضح الدكتور،”هي الجو العام الذي يعيشه الوطن العربي والجزائري، وهو جو عبثي، وفقدت طعمها، والقضية كبيرة شملت عدة مجالات، فمثلا الكتاب لم تصبح له مقرؤية، والمجتمع في نظري يضيف ثليلاني - مقبل على الاضطراب الحضاري وهو مستقيل من الحياة ككل، والمستقبل في خلق روح جديدة، حتى يعود للحياة هدف حقيقي، وهناك تتغير الأمور ايجابا”. عبد المالك بن خلاف رئيس جمعية مهرجان المسرح لمدينة سكيكدة المسرح قادر على تحقيق الذاتية في التمويل والجمهور تصنعه العروض اما بن خلاف عبد المالك الأستاد الجامعي ورئيس جمعية مهرجان المسرح لمدينة سكيكدة فيوضح “ان المسرح من مدة تاريخية طويلة، كان دائما يعتبر منتوج مادي يباع ويشترى، كونه منتوج لانحراف هدف المسرح الأساسي لأنه عند ميلاد المسرح، كان الهدف في الأساس ديني، ثم تحول الى ثقافي سياسي ثم اصبح بضاعة، وبالتالي وجد فرع الدراسات المسرحية بشكل خاص والثقافية بشكل عام، تسيير المؤسسات الثقافية، ومن هذا تحوّلت العروض الى بضاعة، ومن يكون الحديث حول قيمة الانتاج المادية وتحقيق الربح”. واسترسل بن خلاف “ومن هذا المنطلق، فإن المسارح في الغرب، الدخول الى قاعة العرض يكون بثمن معلوم، وهذا لا يمنع من ان تقدم يد المساعدة للمسارح التي تمثل البلد، كالكوميديا الفرنسية مثلا الذي يقدم المنتوج الثقافي الفرنسي ويحافظ على اصالة الحركة المسرحية، فالتساؤل هنا يكون حول امكانية حساب مردودية مالية للانتاج المسرحي، فهو وارد، لكن لا يأخد القسط الأوفر من هذا الجانب، ويبقى الهدف الأساسي المادي منه هو الاشعاع الثقافي، ولا يمكن تسبيق المنتوج المردود المالي، عن الفعل الثقافي”. وأكد رئيس جمعية مهرجان المسرح ان “حاليا معظم العروض المسرحية ان لم تكن كلها، الدخول لقاعات العرض مجانية، لذلك فإن المسرح لا يعتمد إلا على ميزانية الدولة، والعروض لا تتعدى 20 عرض للمسرحية الواحدة” مسرحية الأجواد للفقيد عبد القادر علولة عرضت ما يفوق 400 مرة”، والكثير يتحجج بأن اقبال الجمهور على المسرح ستقلص وأب الفنون سيفقد جمهوره، لكن في الواقع ورغم مجانية الدخول الى المسرح، فن العروض تقدم والكراسي فارغة،وعن اسباب العزوف عن عروض المسرح من قبل المواطنين في رأيي لابد من الرجوع الى الماضي، فأول عرض عرف اقبال كبير مقارنة بما سبقه من العروض، هو عرض “جحا” لسيد علي سلالي المعروف ب«علالو”، والإقبال هنا كان لأنه اول عرض اعتمد على اللغة الشعبية “الدارجة”، وطرح مواضيع شعبية، وفي السبعينات استرجعت بعض المسارح حيويتها، بعدما اعتمدت على المواضيع الشعبية، كالمسرح الجهوي بوهران، وقسنطينة، فالجمهور يجلب بنوعية العروض والمواضيع التي تطرحها”، معللا انه “تاريخيا، الفرق هو المسرحية التي كانت موجودة في الحقبة الاستعمارية معظمها كانت عروضها بثمن، والحضور كان كبيرا، حتى ان قيمة العرض تكفي لتغطية تكاليف انجاز العرض وأجور الممثلين، اضافة الى حقوق كراء القاعات، وبالتالي المسرح قادر على ان يكون ذاتي التمويل، وأضاف بن خلاف “وفي هذه النقطة، لاحظنا خلال انشطتنا كجمعية مهرجان المسرح لمدينة سكيكدة، وخاصة اثناء الأيام الوطنية للمسرح بالمدينة، اقبالا كبيرا للجمهور، ما جعل الجمعية تفكر بشكل جدي في إرساء تقاليد الدخول لقاعة العرض بمقابل، لكنها لم تستطع ذلك.