عبد العزيز عسيري سينوغراف ومخرج سعودي وعضو مؤسس في ورشة العمل المسرحي بالطائف المشهورة باسم »مسرح الطائف«، وكذا مدير جمعية »الثقافة والفنون« بالطائف وعضو مجلس إدارة جمعية المسرحيين السعوديين، »المساء« التقت به وأجرت معه هذا الحوار. المساء : حدثونا عن الحركة المسرحية في السعودية؟ عبد العزيز عسيري هناك حركة مسرحية في السعودية لكن ليست بتلك القوة مقارنة بالدول العربية التي سبقتنا، كما أن الحركة الموجودة في الوقت الراهن قائمة على جهود أفراد، ومع ذلك نسعى الى انشاء معاهد للفن الرابع وأنشأنا جمعية للمسرحين وهي أقرب الى النقابة ونأمل في أن يتحسن الوضع في المستقبل القريب، هناك أيضا ورشة العمل المسرحي في الطائف اسست منذ 15 عاما وأنا عضو فيها وترتكز على المسرح المعاصر والتجريبي، بالمقابل هناك حركة نسوية لها مسرحها الخاص بعيدا عن مسرح الرجال. - ما معنى أن الحركة المسرحية النسوية في السعودية لها مسرحها الخاص؟ * المرأة لها مسرحها الخاص تمثل النسا ء فيه للنساء فقط، وهو راجع للظرف الديني والاجتماعي الذي يحكمنا وهو ما دفع بالمسرح السعودي للاتجاه الى المواضيع الانسانية اكثر من المواضيع الاجتماعية لأنه من الصعب تجسيد المرأة على المسرح، فهناك من المسرحيين الرجال من يقوم بدور المرأة وبعضهم يلجأ الى ادخال رموز تمثل المرأة، نحن مثلا لا نحبذ هذا الشكل لكن هذا ظرفنا يجب ان نتعايش معه ولهذا لجأنا الى التعبير عن الحالات الانسانية التي يتساوى فيها الرجل مع المرأة أي التعبير عن المواضيع العامة كالقهر الذي يقع على الرجل والمرأة وهو بمثابة مخرج مما نحن فيه. حدثت تجربة في السعودية شاركت فيها النساء الرجال في عمل مسرحي لكن كان في فضاء شركة عالمية، المسرح بالنسبة لي يعبر عن المجتمع فيجب ان نحترم رغباته، ولكن اتمنى أن يحدث شيء ليقف الرجل مع المرأة على خشبة المسرح مثلما يحدث في السينما السعودية، التلفزيون والشارع. - في هذا السياق، هل تعتقدون أن المسرح هو مرآة للمجتمع ام صورة لما يجب ان يكون عليه المجتمع؟ * نقل الواقع الى المسرح لا يحدث أي تأثير، نحن نعيش الواقع لكن يجب ان نقدم للمجتمع رؤية ليست الزاما او توصية بل تعرض الحالة بطريقة فنية، نتمنى أن يكون المجتمع بهذا الشكل لأننا اذا قدمنا الواقع فسيكون مسرحا فاشلا لأن الواقع اكثر صدقا وجمالا مما نقدمه. - وماذا عن إنتاجكم في الفن الرابع ؟ * أنا في الأساس سينوغراف أي أهتم بهندسة الفضاء المسرحي، انتجت اعمالا للطفل وللكبار، أعمالي تقوم على السينوغرافية في المقام الاول لا أستطيع التخلص من حبي الكبير، آخر عمل لي هو »يوشك ان ينفجر« وهو مونودراما قدمتها في الفجيرة، مراكش، فاس والكويت، وتعتمد علي الرؤية البصرية في المقام الواحد لأنني أؤمن ان الصورة هي سيدة الفنون، فالمسرح الصورة هو الطاغي وأنا قدمت عرضي في صورة كانت في اعتقادي متنامية كثيرا. أعتز كثيرا بآعمال الطفل التي أنجزتها، وقدمت في تونس عملا عن الطفل من منظور الطفل نفسه أي أخذت أفكار الاطفال لأن الطفل هو الذي يعبر عن نفسه وكان هذا العرض أيضا موجها للكبار حتى يسمعوا صوته واعتمدت على الكرتون في الديكور، كان عملا شغلت فيه كسينوغرافي وأفتخر به، وفي مسرحية » لعبة الكراسي« اعتمدت على الاضاءة المحمولة اي ألغيت الاضاءة بالكامل واستعملت إضاءة مغايرة يحملها الممثلون اساسا وأصبح كل ممثل تتحرك أضاءته باتجاهه، فلم تكن الاضاءة بذلك ثابتة واستخدمنا في الخلف شاشة بيضاء واستخدمنا خيال الظل من الامام مع تحريك مساقط الضوء وهكذا كان الممثل أحيانا يتضخم وأحيانا يتقزم، أردت ان تكون الاضاءة أكثر حركة بجملها من طرف الممثل وأدت هذه العملية الى طرح سؤال وهو: »هل ما نشاهده على المسرح هو التمثيل أم ما نشاهده على الخلفية هو التثيل؟«، وبالتلاي أصبح لدينا مجالات للتمثيل، هذا العمل دخل في مسابقة مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي. - كيف هو إقبال الجمهور السعودي على المسارح ؟ * يختلف اقبال الجمهور المسرحي على المسارح من منطقة الى أخرى وهذا حسب العروض، ففي المدن الكبيرة مثل جدة والرياض تعتمد على المسرح التجاري، وهناك اقبال، بينما المسرح المعاصر الذي نقدمه نحن لا وجود له في تلك المدن، ونجده في الطائف حيث تربى الجمهور مع الورشة وتنامى معها فالذي كان في عمره 10 سنوات والورشة 15 عاما أصبح الآن عمره 25 سنة، بصفة عامة هناك إقبال جماهيري لكن ليس بالشكل الكبير وهو ما يعاني منه المسرح في كل مكان، وأضيف أن جمهورنا المسرحي متخصص وليس جمهورا عاما. - هل تؤمنون بالتخصص ام بالعمل المشترك في الفن الرابع ؟ * الآن هناك ورش تجمع السينوغرافي بالمخرج والمؤلف، فتحضر الفكرة ويعمل الجميع على تطويرها وأصبح العمل جماعيا حتى الممثل شريك في العملية، اعتقد ان العالم يتجه الى أن يكون الجميع شريكا في انتاج العمل الفني. - كيف ترون مستوى المسرح العربي؟ * العديد يتذمرون من المسرح، ولكن اقول بصفة عامة مستوى المسرح جيد في العالم العربي خاصة المعاصر منه وأذكر على سبيل المثال »المهرجان الدولي للمسرح التجريبي في القاهرة« فمن خلال 23 عاما صنع ثقافة على مستوى العالم العربي، وغير مفاهيم كثيرة، اذن المسرح العربي موجود وتخلص من عدة مشكلات في مقدمتها مشكلة البحث عن الهوية ولكن وجوده يكون في حدود المريدين، أما عن مستوى مهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر فقد شاهدت عروضا متفرقة وهناك تفاوت في المستوى وإقبال كبير خاصة للشباب عموما العملية مقبولة.