يصاب العديد من الأشخاص بألم حاد على وجه الخصوص يمتد من مؤخرة الساق إلى الحوض، دون توقف لبضعة أيام، ويكون في كثير من الحالات لا يتحمل، وفي آخر المطاف يكون التشخيص بإصابة عرق النسا. فما هي هذه الإصابة وكيف يكون العلاج بالتفصيل في هذا الموضوع. إصابة تؤرق الكثيرين، فماهي؟ إصابة عرق النسا عبارة عن ألم يكون على مستوى العصب الوركي، وهو الألم الذي يحدث في أي مكان على طول مسار ذات العصب الذي يمتد من الردف نزولا إلى مؤخرة الساق. ويتعرض معظم الناس لحادثة على الأقل من ألم العصب الوركي في حياتهم، غالبا ما تصاب ساق واحدة. ويزول الألم عادة بالتدريج، خلال أسبوع أو أسبوعين، ويمكن أن يتكرر. فلماذا تحدث هذه الإصابة؟ ينتج عرق النسا الحاد عادة من انضغاط أو تلف العصب الوركي، حيث تنبثق عادة جذوره من العمود الفقري. فالقرص المتدلي الذي يضغط على جذر العصب الشوكي هو أكثر أسباب الانضغاط شيوعا ولاسيما عند من هم في سن ال 20 و ال 40 . وهذا النوع من عرق النسا حاد ويمكن تحديده عادة، وقد يرافقه إحساس بدغدغة أو خدَر في الساق المصابة. والسبب المحتمل هو الجلوس في وضعية خاطئة لفترات طويلة، لكن السبب يبقى مجهولا في بعض الحالات الأخرى. كثيرا ما يكون ألم الساق أقل حدة، وقد يعود ذلك إلى تدلي أحد الأقراص، لكن بعض المختصين يرجعون سبب الإصابة إلى الاهتياج في نقاط الإثارة في عضلات الردفين أو المنطقة القطنية، أو عن الإجهاد أو الالتهاب في رباطات المفاصل العجزية الحرقفية. ومن المحتمل، بحسبهم، أن التغييرات في الوضعية تفرض ضغطا إضافيا على المفصل العجزي الحرقفي فتسبب حالة عرق النسا عند الحوامل في خلال الأشهر القليلة الأخيرة من الحمل. وهذا ما يختفي عادة بعد الولادة. للعلم، فعلى العموم، يبدأ ألم عرق النسا بالتراجع عادة بعد أيام معدودة، لكن، إذا كان حادا أو لم يتحسن في خلال أسبوعين، تتوجب استشارة الطبيب على الفور. هل التمرين الرياضي مفيد لإصابة عرق النسا؟ كشفت دراسة علمية أن مرضى عرق النسا جنوا الفائدة الأكبر من برنامج التدريب اليومي لتمارين الظهر، وذلك بصرف النظر عن جنسهم وعمرهم أو مدة ألم ظهرهم ومستوى حدته، أو ألم عرق النسا السابق لذلك أو نتائج التصوير بالأشعة السينية ( أشعة إكس) التي تظهر التلف. ولم تشمل الدراسة من لديهم علامات سريرية على الانضغاط الراهن لجذر العصب القطني (فتق الأقراص). وأظهر البحث أن من يعانون ألم المنطقة القطنية وعرق النسا عرفوا انخفاضا هاما في الأعراض بعد خضوعهم لبرنامج تحت اسم تمارين “منسنديك”. تصحح هذه التمارين الوظيفية، وضعيات الجسم وتزيد من وعي الأشخاص بأجسامهم بحيث يمكن لهم أن يقوا أنفسهم من إصابات والتهاب العضلات مستقبلا.