انطلقت، أمس، بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، فعاليات المؤتمر 14 لجبهة البوليساريو بمشاركة أزيد من 2400 مؤتمِر و600 مشارك أجنبي من مختلف دول العالم. وترأس الوفد الجزائري الهام وزير المجاهدين الطيب زيتوني، ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إضافة لأعضاء من غرفتي البرلمان وممثلي أحزاب سياسية ومجتمع مدني. شهد الافتتاح الرسمي للمؤتمر بولاية الداخلة، تنظيما محكما يؤشر على النجاح التام لأشغاله التي تمتد إلى غاية العشرين من الشهر الجاري والذي ينعقد في ظروف إقليمية حساسة ومكاسب هامة حققتها الدولة الصحراوية على مدار أربعين سنة من النضال والكفاح السلمي. في كلمته أكد الرئيس الصحراوي والأمين العام للجبهة الشعبية للساقية الحمراء ووادي الذهب البوليساريو محمد عبد العزيز، تمسّك الجبهة بخيار الكفاح المسلح من أجل تحقيق الاستقلال على كامل الأراضي الصحراوية، معتبرا ذلك الحل الوحيد أمام تعنّت الاحتلال المغربي واستمراره في انتهاك حقوق الإنسان بالأراضي المحتلة. وبرر عبد العزيز لجوء الجبهة إلى الكفاح، بعد فشل المجتمع الدولي في وقف الانتهاكات المستمرة لنظام المخزن وتعنّته أمام مواقف الشرعية الدولية، مخاطبا الشعب الصحراوي بمواصلة الكفاح السلمي إلى غاية تحقيق وغايات الجيش الصحراوي الداعية إلى الخيار العسكري تلبية لعهد الشهداء وكل المناضلين الذين قضوا نحبهم في سبيل تحرير الوطن. وقال الرئيس الصحراوي، إن الخيار العسكري مسألة تحتاج إلى مزيد من الوقت والتفكير، كما أنها تحتاج إلى بناء مؤسسات قوية في مختلف القطاعات لمواصلة مساعي التوصل إلى حل بالطرق السلمية تطبيقا لمقتضيات الشرعية الدولية. كما أشاد عبد العزيز بموقف الجزائر الأبدي الداعم للقضية الصحراوية بقيادة المجاهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، واصفا مشاركة الجزائر بوفد هام في أشغال المؤتمر، بالدليل القاطع على متانة وقوة العلاقات بين البلدين، وهو ما يؤكد استمرار الدعم الشعبي والحكومي للقضية من طرف الجزائر التي تعتبر الداعم الأول لها في العالم. وبعد افتتاحه أشغال المؤتمر، الذي يشارك فيه أزيد من 2472 مندوب و600 مشارك، أشرف عبد العزيز على انتخابات رئاسة المؤتمر بموافقة الأغلبية الساحقة من المشاركين في أجواء ديمقراطية وظروف حسنة طبعت عملية الانتخاب، التي أفضت إلى اختيار ستة أعضاء إلى جانب رئيس المؤتمر، الذي اختير هو الآخر بعد رئاسته للندوة التحضيرية للمؤتمر بحر الأسبوع المنصرم. وشهدت عملية الانتخاب امتناع بعض المشاركين عن التصويت، في حين رفض البعض الانتخاب على القائمة التي اختارتها الندوة التحضيرية، وتضم رئاسة المؤتمر أعضاء فاعلين في الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو برئاسة خاطري أدوه. واعتبر محمد عبد العزيز انعقاد المؤتمر في الظروف الراهنة بالخطوة الكبيرة والناجحة، في ظل المكاسب التي حققتها الجبهة على المستويين الدولي والإقليمي، في مقدمتها الاعتراف الشرعي بها لدى محكمة العدل الأوروبية التي قضت بإلغاء الاتفاق الزراعي والفلاحي مع دولة الاحتلال. ويمثل المؤتمر 14 للبوليساريو مرحلة جديدة في مسار القضية الصحراوية، بحسب عبد العزيز، قائلا: “إن المؤتمر ينعقد في ظل تطورات متسارعة يشهدها العالم في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها...”، إضافة إلى أنه حدث تاريخي ومفصلي في تاريخ القضية.ووفق مقتضيات القانون الأساسي لجبهة البوليساريو، تم عرض الحصيلة الرسمية للمؤتمرين التي بلغت 2472 مشارك يمثلون كلا الجنسين، منهم 67,9% رجال و32,51% نساء وتمثل نسبة 7,37% أعضاء الأمانة الوطنية، بحسب نص القانون الداخلي، و50 من المائة من مختلف الهيئات الانتخابية، وفق القانون الأساسي للمؤتمر، بحسب رئيسه خاطري أدوه. وتشير المصادر الشعبية بمخيمات اللاجئين الصحراويين، إلى تزكية الأمين العام الحالي الرئيس محمد عبد العزيز لعهدة أخرى، خاصة في ظل عدم بروز أي مرشح لأمانة الجبهة ما عدا عضويتها، وهو ما يتناسب مع الظروف الراهنة التي تمر بها القضية على المستوى الدولي من تحقيق نجاحات عالية، على غرار قرار المحكمة الأوروبية وارتقاب زيارة الأمين العام الأممي إلى المنطقة، مطلع السنة المقبلة. ويشارك في المؤتمر، الذي شهد افتتاحه حضورا إعلاميا مميزا لعدة دول من العالم منها الجزائر، النمسا،السويد، جنوب إفريقيا، نيجيريا وألمانيا وإسبانيا ومن الدول العربية مصر ولبنان، تونس وموريتانيا وغيرها من الدول، والعديد من الشخصيات البارزة في القضية الصحراوية على المستويين العربي والعالمي.