منحت اللجنة الوطنية الجزائرية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان وحمايتها، أمس، الرئيس الصحراوي والأمين العام لجبهة البوليساريو محمد عبد العزيز، جائزة حقوق الإنسان، نظير أعماله في المجال الحقوقي. وسلم التكريم بإقامة الدولة بجنان الميثاق رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، بحضور ممثلي الوزارات والأحزاب والسلك الدبلوماسي المعتمد ومنظمات المجتمع المدني. في كلمته أكد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز موقف الجزائر المنسجم مع قرارات الشرعية الدولية إزاء القضية الصحراوية، مشيدا بقرارات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الداعمة للحكومة والشعب الصحراوي على مدار أربعين سنة، متأسفا في نفس الوقت على موقف المجتمع الدولي تجاه الانتهاكات المغربية المستمرة. وتطرق الأمين العام لجبهة البوليساريو، إلى الخطوة التاريخية التي قامت بها الجزائر لاحتضان اللاجئين الصحراويين إبان الغزو المغربي، معتبرا ذلك موقفا شهما وشجاعا، واصفا تشبث الجزائر بمبدإ استقلال الصحراء بمثابة دعم قوي للقضية، في ظل الانتهاكات التي تقوم بها دولة الاحتلال المغربي. في هذا الإطار، قال عبد العزيز إن نضال الشعب الصحراوي متواصل، لاسيما وأن جبهة البوليساريو ستعقد مؤتمرها 14 يوم 16 ديسمبر الجاري، الذي سيتطرق إلى إيجاد سبل نضال مغايرة لما هي عليه، إضافة إلى وضع برنامج عمل سياسي وانتخاب هيئات قيادية للجبهة، تماشيا مع التطورات الحاصلة. بخصوص قرار المحكمة العليا الأوروبية بفسخ العقد مع المملكة المغربية في المجال الفلاحي، أشاد عبد العزيز بالموقف الذي ينسجم مع القانون الدولي قائلا، إنه يسير في الاتجاه الصحيح، مشيرا إلى أن موقف فرنسا الرافض لقرار المحكمة لن يعرقل المساعي الدولية للتضييق على المحتل. منوها إلى قرارات المحكمة التي لن تقبل أي مساع لرفض الحكم الصادر احتراما لإرادة الشعب الصحراوي. كما ذكر الرئيس الصحراوي، أن الاجتماع الأخير لمجلس الأمن حول القضية الصحراوية حمل الكثير من الإيجابيات تجاه القضية، لاسيما دعم مهمة المبعوث الأممي كريستوفر الروس إلى المنطقة التي قابلها الطرف المغربي بالرفض. قسنطيني: لا أسباب سياسية وراء التكريم من جهته قال رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني، إن اللجنة قررت تكريم الرئيس الصحراوي نظير جهوده العالية لاحترام حقوق الإنسان، موضحا أن التكريم ليس علاقة له بالأسباب السياسية أو الانتقام من جهة معينة، كما أنه لا يمثل مجاملة، بل هو عربون عرفان للمجهودات الجبارة في حماية حقوق الإنسان. واعتبر قسنطيني أن الهيئة الاستشارية منحت التكريم الخاص، للاهتمام الكبير الذي عناه الرئيس الصحراوي بالمرأة والطفل عبر برنامج جبهة البوليساريو طيلة أربعين سنة من النضال والكفاح، رغم الظروف الصعبة التي مرت بها الجبهة في كفاحها. مؤكدا أن الجائزة تعد عرفانا لما قدمه الرئيس الصحراوي للشعب الصحراوي على المستوى الإفريقي من خلال النضال المتواصل والمستميت من أجل تحقيق الاستقلال، منوها بمستوى احترام الحريات وحقوق الإنسان الذي يرقى إلى المتربة الأولى عربيا وهو ما أهل عبد العزيز لنيل الجائزة بجدارة، بعد أن تقلدها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سنة 2013 تقديرا لاهتمامه بحقوق المرأة الجزائرية والطفل بعد تعيينه رئيسا للبلاد وقبلها أثناء توليه مهام خاصة منها منصب وزير الخارجية، موضحا أنها نفس الأسباب التي جعلت هيئته الاستشارية تختار الأمين العام لجبهة البوليساريو لتقلد جائزة حقوق الإنسان. كما جدد قسنطيني وقوف هيئته مع القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الصحراوية التي يجب أن تحظى بمواقف شجاعة، على غرار موقف المحكمة العليا الأوروبية الذي يعتبر خطوة بناءة لاحترام حقوق الإنسان. تأتي الجائزة، تزامنا مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان وكذا ذكرى 11 ديسمبر 1960 بحسب رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان قسنطيني، وتثمينا للجهود المبذولة من قبل الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز في الدفاع عن حقوق شعبه وأول حق الذي يناضل من أجله هو حق تقرير المصير.