استعرض الأستاذ الجامعي والمؤرخ محمد لحسن زغيدي، أمس، مناقب الحاج موسى أخاموخ قائد المقاومة في منطقة الأهقار، مشبها إياه بالزعيم التاريخي حسين آيت أحمد رحمه الله، كون الشخصيتين جمعتهما الوطنية والوحدة الترابية وعدو مشترك ينبغي طرده، رغم بعد المسافة بين جبال جرجرة والأهقار، مشيرا إلى أن أخاموخ تربى وسط ذاكرة شفهية تتحدث عن البطولات والمعارك والهمجية الاستعمارية. وصف محمد لحسن زغيدي، شخصية الحاج موسى أخاموخ في الذكرى العاشرة لوفاته بالقائد التاريخي الراحل حسين آيت أحمد، قائلا في تدخله بالندوة التاريخية التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد تخليدا لذكرى قائد المقاومة في الجنوب، أن الجزائر اليوم تحيي مناسبة تجمع بين شخصيتين عظيمتين هما وفاة القائد الرمز حسين آيت أحمد، وبوفاته نطوي سجل شخص ونفتح سجل ذاكرة أمة، كون الفقيد يمثل آخر القادة التسعة الذين فجروا ثورة الفاتح نوفمبر 1954، وثاني رئيس للقضية الجزائرية في المنظمة الخاصة بعد وفاة محمد بلوزداد. وأضاف أنه برحيل آيت أحمد نسترجع حياة جديدة عن طريق فتح الدراسات، والبحوث والشروع في كتابة تاريخ الجزائر بصورة شاملة، مشيرا إلى أن ثاني مناسبة هي الذكرى العاشرة لوفاة رمز من رموز الجزائر في مرحلتيها التحريرية وبناء الدولة الوطنية في أفكاره وهيئته وتواجده في توصياته الوحدوية، ألا وهو الحاج موسى أخاموخ كرمز لجبهة تعتبر الجزء الأساسي في حياة الأمة الجزائرية وهي منطقة الأهقار، قال زغيدي. وقال أيضا أنه إذا قارنا بين الشخصيتين في مواقفهما رغم تباعد المسافات وعدم لقاءهما مع بعض، إلا أنهما ينتميان إلى نفس الفئة العمرية ومن جيل نوفمبر المجيد، الذي وجد أرضية اعتمد عليها في منطقة الأهقار، مضيفا أن هذه الأخيرة عرفت في القرن العشرين بأكبر المعارك في مواجهة الاستعمار الفرنسي، وأن أخاموخ تربى في ذاكرة شفهية تتكلم عن البطولات والهمجية الاستعمارية، كما تربى في ثقافة الوطنية من خلال التوارث النضالي للمنطقة. وفي هذا السياق، أبرز زغيدي وطنية أخاموخ الذي رفض مساومة الاستعمار عن الأرض قائلا لديغول الذي استدعاه إلى باريس:» لا للسلطة لا للمملكة نعم للجزائر الموحّدة»، وفي كل مرة يرفض عرض الاستعمار الفرنسي. مضيفا أن البعد الوحدوي في الثقافة الترقية والتمسك بالوحدة الترابية برهنت عليها مواقف هذا الرجل الذي أجهض سياسة الجنرال شارل ديغول. حيث كانت لأخاموخ قاعدة «الهدوء قانون» أي المطالبة بالحقوق في إطار منظم، وهي الطريقة التي ربّى عليها المجتمع الترقي في منطقة الأهقار. من جهته، أوضح قمامة عضو بمجلس الأمة أن أخاموخ كان رئيس خلية جبهة التحرير الوطني إبان الثورة التي نصبها محمد جغابة بالأهقار وتيدكلت، وهو ينتمي لعائلة حكمت المنطقة كأمين العقال، شارك في عدة معارك والجميع يشهد لبطولاته.