أعربت الخارجية الرّوسية عن أسفها لتصاعد التّوتر بين السّعودية وإيران كأكبر دولتين في العالم الاسلامي، وأكثرهما نفوذا في المنطقة وفي سوق النّفط العالمي، والتي وصلت لقطع العلاقات الدبلوماسية بينهما، مبدية استعدادها للعب دور الوساطة لتسوية الخلافات القائمة بين البلدين. أعلنت الرياض الأحد 3 جانفي قطع جميع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، وأمهلت البعثة الدبلوماسية الإيرانية 48 ساعة لمغادرة أراضيها. قال الوزير عادل الجبير إنّ وزارة الخارجية السعودية أبلغت السفير الإيراني بالقرار، وأنّ “لدى النظام الإيراني سجلا كبيرا في الاعتداء على السفارات، ونحمل السّلطات الإيرانية مسؤولية الاعتداءات على سفارتنا في طهران”. واتّهم الجبير إيران بتهريب الأسلحة والمتفجّرات إلى المنطقة، وبأنّها توفّر ملاذا آمنا لقيادات “القاعدة” منذ العام 2001، حسب تعبيره. وقال الوزير أنّ “تاريخ إيران مليء بالتدخلات السلبية والعدوانية في الشؤون العربية، ودائما ما يصاحبه الخراب والدمار”، حسب قوله. ورأى أنّ الاعتداء على السفارة في طهران والقنصلية في مدينة مشهد يشكّل “انتهاكا صارخا لكافة الاتّفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية”. الوفد الدّبلوماسي السّعودي يغادر طهران كان المتحدّث باسم وزارة الخارجية السعودية “أسامة نقلي” قد أكّد أنّ السّلطات السّعودية قامت بإجلاء عائلات الدبلوماسيين السعوديين من طهران على متن طائرة تابعة لشركة طيران الإمارات، أقلعت مساء الأحد، عقب الهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد، مشيرا إلى أنّهم وصلوا دبي ليتوجّهوا لاحقا إلى المملكة السعودية. هذا وتزامن وصولهم مع إعلان الرياض قطع علاقاتها مع طهران. وأوضح المتحدث: “أنّ عدد أفراد الوفد الدبلوماسي السّعودي وعائلاتهم يبلغ 47 شخصا، وأنّ السلطات الإيرانية أعاقت مغادرتهم في بادئ الأمر، قبل أن تسمح لهم بعد ذلك”. وكان متظاهرون إيرانيون هاجموا مساء السبت مبنى السفارة السعودية في طهران وأحرقوه، تعبيرا عن غضبهم إثر إعدام الرياض رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر. وتعرّضت القنصلية السعودية في مدينة مشهد بشمال شرق إيران لهجوم مماثل وأثار إعدام السلطات السعودية للشيخ نمر النمر غضبا عارما في إيران، واعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي يوم الأحد أن السعودية ستواجه “النقمة الإلهية” جراء قيامها بذلك. دعوات للحوار وفي رد على قرار السعودية، دعت واشنطنالرياضوطهران إلى حوار دبلوماسي. ونقلت الوكالة عن متحدث باسم الإدارة الأمريكية قوله: “نحن نعتقد أنّ التّواصل الدبلوماسي والحوارات المباشرة لا تزال مهمة لبلورة حل الخلافات. من جهتها أعلنت الخارجية الإيرانية الاثنين بعد أن قطعت الرياض العلاقات الدبلوماسية مع طهران، إنّ المملكة استغلّت الهجوم على سفارتها في طهران كحجة لإذكاء التوترات. وأكّدت الوزارة التزام طهران بحماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية. وقال حسين جابري أنصاري المتحدث باسم الوزارة في تصريحات تلفزيونية: “إيران...ملتزمة بتوفير الأمن الدبلوماسي على أساس المواثيق الدولية، لكن السعودية التي تعيش على إطالة أمد التوترات استغلت هذه الواقعة كمبرّر لإذكاء التوترات”. وقال أنصاري إنّ الدبلوماسيّين الإيرانيّين لم يغادروا السعودية بعد، وكانت السعودية قد أمهلتهم مساء الأحد 48 ساعة لمغادرة البلاد. وفي مساء الأحد وبعد إعلان الرياض عن قطع العلاقات مع طهران، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أميرعبد اللهيان، إن بلاده من أكثر الدول أمانا للدبلوماسيين. وأضاف عبد اللهيان أنّ بلاده لم تلحق أذى بأي دبلوماسي سعودي، مشيرا إلى أنّه لا يمكن للحكومة السعودية تغطية خطأ إعدام شخصية دينية بإعلان قطع العلاقات الدّبلوماسية بين البلدين.