تشكل النوادر الفكاهية والطرائف الضاحكة موضوعا يتصل اتصالات مباشرا بالحياة الاجتماعية والعلاقات الانسانية، خاصة وأن العرب عرفوا بأنهم أكثر شعوب الأرض حبا للنوادر الفكاهية والطرائف الضاحكة، والدليل على هذا تخصيص فروع في العمل الابداعي لهذا النوع من الابداع الجميل والمريح. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن النوادر الفكاهية والطرائف الضاحكة بالتفصيل، ولكن من المفيد تقديم النماذج الضاحكة التالية: 1) دخل أبو دلامة على المهدي وعنده جماعة من الشرفاء فقال المهدي: يا أبا دلامة..أهج من شئت ولك الجائزة، فنظر أب دلامة في القوم وشعر بالخجل من الحاضرين ثم قال: أنا واحد من الحاضرين بالمجلس ثم أنشد: ألا أبلغ إليك أبا دلامة فليس من الكرام ولا كرامة إذا لبس العمامة كان قردا وخنزيرا اذا نزع العمامة جمعت دمامة وجمعت لؤما كذلك اللوم تقبعه الدمامة فإن تك قد أحببت نعيم الدنيا فلا تفرح فقد دنت القيامة 2) تقول المطربة اللبناية صباح، يا زوج الاثنتين اللّه يخزي العين كل الناس بقلب وأنت بقلبين وكل الناس بهم وأنت بهمين.. وتنقل كتب الأدب عن شاعر أعرابي متزوج من اثنتين: تزوجت اثنتين لفرط جهلي بما يشقى به زوج اثنتين فقلت أصير بينهما خروفا أنعم بين أكرم نعجتين فصرت كنعجة تضحي وتمسي تداول بين أخبث نعجتين لهذه ليلة ولتلك أخرى عقاب دائم في الليلتين. 3) تروي طرائف النساء والجواري عن هند ابنة النعمان وقد كانت إحدى زوجات الحجاج قولها: وما هند إلا مهرة عربية سليلة أفراس تحللها بغل فان ولدت فحلا فلله درها وإن ولدت نغلا فقد جاء به البغل 4) يؤكد الواقع ان اصحاب الرؤوس اللامعة من أطيب الناس قلبا وأصفى الناس نفسا، ومن طرائف الأدباء المهجارين هذه الأبيات لشاعر يصف فيها صلعة أحد اصدقائه: لصديقنا في رأسه صحراء جفت فلا عشب فيها ولاماء وكأنها الميدان من بعد الوغى قتل الجميع فما بقي أحياء.