لم يتمكن الباحثون والدارسون من معرفة كيف تولد الطرائف الفكاهية والنوادر الضاحكة ولن يستطيع مبدع أو مبتكر النادرة الفكاهية أن يطالب قانونيا بملكيتها، إذا استولى عليها شخص آخر والطرائف الفكاهية تحور في كل زمان لتناسب الظرف الذي يتلاءم مع البيئة الثقافية والمحيط الاجتماعي. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن الجوانب الضاحكة من الحياة ولكن نقدم النماذج التالية: 1) جاءت امرأة الى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه وقالت: يا أمير المؤمنين إن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل، فقال لها: نعم الرجل زوجك فقال رجل كان مع عمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين إن هذه المرأة تشكو زوجها في أمر مساعدته إياها في الفراش، عند المثول أمام القاضي أنشدت المرأة تقول: يا أيها القاضي الحكيم أنشده شغل خليلي عن فراشي مسجده نهاره وليله لا يرقده فلست في أمر النساء أحمده قال القاضي لزوجها: إن الله تعالى أحل لك من النساء مثنى وثلاث ورباع، فلك ثلاثة أيام بلياليهن ولها يوم وليلة، قال عمر بن الخطاب: لا أدري هل يكون اعجابي من كلام المرأة أم من حكم القاضي؟! 2) دخل شاعر على هارون الرشيد وبين يديه جارية حسناء، فقال له صفها: فأنشد يقول: كنانية الأطراف سعدية الحشا هلالية العينين طائية الفم لها حكم لقمان وصورة يوسف ونغمة داوود وعفة مريم وعندما عرف الشاعر أن اسمها دنيا أنشد يقول: إن دنيا هي التي تملك القلب قاهره ظلموها في شطر اسمها فهي دنيا وآخرة. 3 ) كان لرجل أربع نسوة دخل عليهن، فوجدهن في نزاع فقال: الى متى هذا النزاع ثم قال لإمرأة منهن: أنت طالق ! قالت له صاحبتها: عجلت عليها بالطلاق ولو أدبتها لكان أحسن! فقال لها: وأنت أيضا طالق، قالت الثالثة: لقد كانت إليك محسنتين، فقال: وأنت طالق وقالت الزوجة الرابعة: لم تجد وسيلة لتأديب نسائك إلا بالطلاق، فقال لها.. وأنت طالق أيضا.. وقع الطلاق على مسمع جارة له: واللّه ما شهدت رجلا يطلق نساءه الأربع في ساعة واحدة! فقال لها: وأنت أيضا طالق إن أجاز زوجك، فأجابه الزوج من داخل البيت: فقد أجزت! قد أجزت.