احتوت كتب الأدب العربي على بعض النوادر الأدبية والطرائف الفكاهية لأنها تشكل موضوعا أساسيا يتصل اتصالا مباشرا بالحياة الأدبية العامة، والدليل على هذا هو تخصيصهم أبواب في كتب الأدب لهذا النوع من الإبداع الطريف. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن الموضوع بالتفصيل، ولكن من المفيد تقديم المعلومات والحقائق التالية: 1 الزواج باثنين: قال شاعر عربي متزوج من اثنين: تزوجت اثنتين من فرط جهلي بما يشقي به زوج اثنتين فقلت أصير بينهما خروفا أنعم بين أكرم نعجتين فصرت كنعجة تضحي وتمشي تداول بين أخبث نعجتين لهذه ليلة ولتلك أخرى عقاب دائم في الليلتين 2 الحمار المسروق: كتب شاعر قصيدة يرثى بها حمارا مسروقا لأحد أصدقائه فقال: قف بسوق الحمير وانظر مليا هل ترى أدهما جميل المحيا قانع النفس راضيا مرضيا كم ليالي على الطوى طواها حامدا ولم يشك شيئا 3 صلعة الرأس: من طرائف الشعر الساخر هذه الأبيات لشاعر يصف صلعة أحد أصدقائه. لصديقنا في رأسه صحراء جفت فلا عشب فيها ولا ماء وكأنها الميدان من بعد الوغى فني الجميع وما بقي فيها من أحياء وقد أكد الواقع أن أصحاب الرؤوس الصلعاء من أطيب مخلوقات اللّه من حيث خفة الدم وحسن المعاملة وطيبة القلب والنفس. 4 هند بنت النعمان: كانت هند فصيحة اللسان ومن جميلات نساء زمانها وكانت إحدى زوجات الحجاج ولم تتحمل طباعه الخشنة فأنشدت قصيدة تقول فيها: وما هند إلا مهرة عربية سليلة أفراس تحللها بغل فإن ولدت فحلا فلله درها وإن ولدت بغلا فقد جاء به البغل 5 مهنة التعليم: لم يستطع الشاعر إبراهيم طوقان الانسجام مع مهنة التعليم فألف قصيدة حول الموضوع يقول فيها: يقول شوقي وما درى عصيبتي قم للمعلم وفه التبجيلا ويكاد يقلقني الأمير بقوله كاد المعلم أن يكون رسولا لو جرب التعليم شوقي ساعة لقضى الحياة شقاوة وخمولا يا من تريد الانتحار وجدت أن المعلم لا يعيش طويلا والمؤسف أن مكانة صانع الأجيال قد تدهورت في مجتمع غير طبيعي يعترف بالماديات ولا يعترف بالروحيات، مع أطيب التمنيات بالتوفيق بمناسبة الدخول المدرسي والاجتماعي. ------------------------------------------------------------------------