قال الدكتور كاظم العبودي، العالم في الفيزياء النووية: «لن نسكت وسنظل نطالب بحقوقنا، إلى أن تعترف فرنسا بجرائمها الشنعاء في منطقة رڤان (ولاية أدرار)»، داعيا إلى التفكير في إنشاء خرائط جينية إشعاعية للتشوهات الخلقية بكل ولايات الوطن. وأضاف العبودي في تصريحات ل»الشعب» على هامش منتدى يومية «الجمهورية»، الذي خصص للذكرى ال57 للتفجيرات النووية الفرنسية بالصحراء، طالما لدينا من الشهامة والوعي، ما يكفي، ستعتلي القضية الجزائرية، الكبرياء الفرنسي الزائف، مؤكدا أن النصر يأتي بثبات الإرادة وعدالة القضية. ويرى العبودي، أن الهدف المنشود، لا يمكن أن يكون، إلا بتفعيل دور المجتمع المدني والنخبة المقتدرة على اختلافها، مبرزا أهمية الإعلام ودوره بالتتبع والرصد والتحليل. ومضى قائلا: إن الذكرى ال57 سنة للتفجيرات والتجارب النووية الفرنسية في منطقة «رڤان» ليست نهاية ولا نقطة بداية، لكن السؤال، ماذا بعد؟ والجميع يعلم التأثيرات الوخيمة لهذه المجزرة التي أطلق عليها اسم «اليربوع الأزرق». وردا عن سؤوال «الشعب» حول النتائج المتوخاة، بعد دخول ملف التفجيرات النووية الفرنسية، مرحلة الاعتراف السياسي، قال العبودي: «علمتنا السياسة، أن الدول، أحيانا تكذب في دبلوماسيتها، لكن عندما ترصد الحقوق بشكل متكامل، على أساس الدراسات الدولية الرصينة، سنأخذ حقنا.» فيما يتعلق بدور المنظمات العالمية ومعالجتها للملف، قال الجامعي إن لم نتحرك نحن، العالم لا يرانا، مشددا على أهمية، أن تتحول الجهود والمواقف الفردية إلى قوة جماعية، مؤثرة، تساهم فيها الخارجية، الدفاع، البيئة، الصحة، الجامعة، المؤرخون، المجتمع المدني وغيرهم من الأطراف الفاعلة. وأنه كباحث فيزيائي، يشتغل على الملف الإشعاعي منذ السبعينات، أشرف على أكثر من 16 دراسة جامعية أكاديمية وشارك في عشرات المؤتمرات الدولية، سيفعّل كل ما بوسعه ليضمن أكبر قدر من الحقائق ومخاطر الإشعاع النووي، وخصائصه التدميرية على الإنسان والبيئة. وعقب الأستاذ قائلا: «الملف واضحا، لا يحتاج إلى براهين ولا أدلة، ومن يكذّب الحقائق، أدعوه لزيارة رڤان، وسيرجع مشّعا، معتبرا أن سكان الصحراء، في حاجة إلى حماية قصوى من بقايا الإشعاع النووي من «اليورانيوم» الذي تستمر تأثيراته لأكثر من 24 ألف سنة وعنصر البلوتونيوم ودورة حياته بحسبه تزيد عن 4.5 مليار سنة. وقال على الرغم من أنه لا توجد في الجزائر، إحصائيات دقيق، تربط العلاقة بين تنامي معدل الإصابة بمرض السرطان بالجنوب الجزائري، وتفاعل العوامل الوراثية والبيئية المتعددة، إلا أن فاتورة الجزائر من الأدوية والعلاج، تعكس تأزم الوضع. ولفت إلى أنّ الإشعاع النووي، يؤثّر مباشرة على مكونات الخلايا الحية، نتيجة تفاعلات لا علاقة لها بالتفاعلات الطبيعية في الخلية، وتتسبب الجرعات الإشعاعية الكبيرة في تشوهات وإعاقات تصعب معالجتها، وقد يصل تأثيرها إلى حد موت من يصاب بها، محذّرا من أنّ المواد المشعّة، قد تنتشر بفعل الرياح والعواصف وغيرها من التأثيرات المناخية إلى باقي مناطق الوطن.