كان الجمهور العاصمي، على موعد ليلة أمس الجمعة، بقاعة “الموقار” مع العرض الثاني لمسرحية “المستور”، عن مسرحية المنور لأنطونيو بويرو باييخوا من اقتباس و تمثيل وإخراج بلقيصرية محمد، الذي لعب دور حكيم مثقف فيلسوف، يصحح الأسلوب الأدبي للكتب التي يطبعها أخوه توفيق (تمثيل عيسى شواط)، العرض الأول كان أمسية الخميس لفائدة الإعلام وأصدقاء الممثلين. المسرحية عبارة عن دراما تعيشها عائلة حكيم ، بسبب مرض الأب الذي مثل دوره بجدارة الممثل رشيد جرورو، والذي يعاني من تصلب الشرايين العصبية ويمضي وقته في الهذيان وقص صور المجالات ومحاولة ركوب القطار، أو النظر إلى الركاب، متخيلا كل ذلك من خلال نافدة المنزل. يعود القطار مرارا وتكرارا خلال مشاهد المسرحية، ليذكر بالحادثة الأليمة التي أصيبت العائلة خلال الحرب، والتي أثرت سلبا على الجميع، إذ توفيت الطفلة بسبب الجوع، لأن الابن الأكبر ركب القطار حاملا معه كيسا المؤن وبقي الآخرين في الرصيف يصارعون أهوال الحرب والموت والحزن. وتتواصل أحداث القصة من مشهد إلى آخر، ليظهر الممثلون ببراعة وبإلمام كبير لأدوارهم وللنص والإلقاء المتقن باللغة العربية الفصحى، ليظهر تأثير دراما القطار على كل واحد منهم، توفيق الابن الأكبر الذي شق طريقه بأنانية من يحاول الوصول إلى القمة باستغلال الآخرين، الأب الذي لم يغفر لتوفيق عدم نزوله من القطار، وحكيم الذي ينظر إلى العالم بمنظور المبادئ السامية واحترام الانسان والعدالة، التي يجسدها شخص العلوي، المثقف الذي يفهم هذيان والده ويواسي أمه (التي مثلت الدور كريمة مخطار)، ويحب عشيقة أخيه (الدور من تمثيل أمال بوشوشة)، التي يستغل فقرها ويتمها ... لتنتهي القصة بصراع حاد بين الأنانية والطمع والتجبروالتعسف والخير والمبادئ السامية التي يدافع عليها حكيم مقتديا بشخصية العلوي المثقف المستقيم الذي يحاول توفيق، ومن ورائه، إسكات صوته وإخفاء كتاباته، الصراع الذي تلعب فيه الأم دور الوسيط أو الاصطفائي... وسيدل الستار على الأب الذي يقتل ابنه الكبير، في ثورة غضب يحاول من خلالها منعه من الصعود إلى القطار لتغلق الدائرة ويكشف المستور. مسرحية “ المستور” لميسوم لعروسي، قدمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام وهي من انتاج التعاونية الثقافية والفنية “أصدقاء الفن: وبمساهمة دار الثقافة لولاية غليزان، قام بآداء أدوار التمثيل كل من رشيد جرورو “الأب” ، عيسى شواط “الاخ الاكبرتوفيق “، اكرام بوشوشة “العشيقة”، كريمة مختار “الأم “، محمد بلقيصرية الأخ “حكيم “، -فكرة السينوغرافيا، محمد بلقيصريى، تنفيذ السينوغرافيا مصطفى حببي مداني تركيب موسيقى وتقني الصوت حميش خالد، المستشار الفني نور الدين بلعجين، التدقيق اللغوي مهدي عبد الهادي، مصمم الإضاءة مختار موفق، تقني الانارة محمد بن يحي قويدر، الريجيسور العام فؤاد بن دوبابة الاشراف والمتابعة ميسوم لعروسي. العمل أنجز على نفقة الصندوق الوطني لترقية الفنون و تطويرها التابع لوزارة الثقافة.