أصبحت أنماط السلوك غير الطبيعي تنتشر بين الأفراد في محيط العلاقات الاجتماعية وفي محيط العمل وهذا من خلال الالفاظ الخادشة للحياء أو حتى على مستوى السلوك الفعلي الذي يصل إلى استخدام الأيدي وغيرها وهذه الأنماط من السلوك موجودة لدينا ولدى غيرنا على مستوى العلاقات الشخصية بين الأفراد. لا يسع هذا الحيز بالحديث عن هذا الموضوع بالتفصيل ولكن من المفيد تقديم الحقائق التالية: 1 الجديد في هذا الموضوع أن الظاهرة انتشرت كسلوك استثنائي بعد انتشارها بين النخب الثقافية والشخصيات العامة وفي محافل رسمية ونقلها عبر وسائل الاتصال المعروفة وقد يصل الأمر إلى نوع من المباهاة باستخدام الألفاظ غير اللائقة وانقلب الحال فأصبح من يلتزم بالسلوك المحترم يكاد يتهم بالضعف أو التعالي على الجماهير والانعزال عنها وأصبح البعض يبادرون بنفي شبهة الاحترام عن أنفسهم محذرين أن ينخدع الآخرون في مظهرهم فيظنون أنهم عاجزون عن رد اهاناتهم. 2 يؤكد علم النفس أن الحصول على الاحترام يعد ضمن الدوافع والحاجات الإنسانية الأساسية ويقوم المجتمع بغرس الحاجة للاحترام في أفراده فيدربهم على مجموعة من انماط السلوك والاستجابات تشكل ما يعرف بالسلوك المحترم ويزودهم بعدد من الآليات تمكنهم من تصنيف مجموعة من تصرفات الآخرين باعتبارها تصرفات تهين الفرد وتهدد توافر الاحترام كما يزود المجتمع أفراده بمجموعة من أنواع السلوك لمواجهة المواقف والتصرفات المهددة للاحترام ويدرب المجتمع أفراده بمعلومات حول أنواع العقاب التي ينبغي ايقاعها على من يقبلون الاهانة ويستسلمون لها وأنواع الثواب التي يحصل عليها المحترمون. 3 في كل الأحوال نتوقع أن يشمل السلوك المحترم تجنب الفحش من القول والسلوك وتكاد القيم الإنسانية تتفق على أن السخرية من الأخر وتسفيه أرائه فضلا عن توجيه الألفاظ الجارحة إليه تعد تعبيرا عن عدم الاحترام وتستوجب إدانة اجتماعية تدفع للاعتذار أو على الأقل الاحساس بالخجل. 4 المؤكد أن التعبير عن الاحترام لا يتخذ شكلا ثابتا يشمل الجميع في كل الأوقات فالبشر ليسوا سواء منهم العدو والصديق، منهم المخطىء والمصيب ومنهم من نحن في حاجة للتعلم منه فاحترام الجميع ليس ممكنا بل هو واجب أيضا أي يجب احترام إنسانية الجميع ينبغي احترام المخطىء حتى أثناء التعبير عن رفض سلوكه الخاطىء ويجب احترام العدو دون أن يمنع ذلك من مواج