تطور التنمية المعرفية قيمة ثابتة في حاضر الشعوب احتفلت الجزائر كغيرها من بلدان المعمورة باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، المصادف ل23 أفريل من كل سنة، حيث خصص الاحتفاء هذه المرة إلى عملاقي الأدب العالمي الكاتب الإنجليزي وليام شكسبير، والاسباني ميغيل دي سيرفانتيس، بمناسبة مرور 400 سنة على وفاتهما. اللقاء الذي نظمته النقابة الوطنية لناشري الكتب، احتضنته المكتبة الوطنية، صبيحة أول أمس، حضره وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، وإطارات هضبة العناصر، إضافة إلى الأسرة الإعلامية وجمع كبير من الكتاب ورؤساء دور النشر والطباعة، إلى جانب عدد معتبر من أصحاب الاهتمام بعالم النشر والكتاب. وفي كلمته حول اليوم العالمي ذكر ميهوبي، بأن منظمة اليونسكو وهي تؤسس لهذا اليوم منذ 21 سنة، إنما أرادت أن تحتفي بالكتاب كقيمة معرفية ثابتة، ولأن الكتاب في الأصل هو المصدر الأساسي لتطور التنمية المعرفية، هذه الأخيرة التي تعتبر اليونسكو، إحدى أساليبها في التعاطي مع المعرفة في العالم وهي تبتدع بعض العناوين المهمة. واصل ميهوبي في كلمته التي خصها للمناسبة بأنه تم إضافة الشاعر العربي أبو الطيب المتنبي كشخصية تركت بصمة كبيرة في الثقافة العربية وقد مر على وفاته أحد عشر قرنا، مبرزا ذلك في قوله «ونحن الذين تأثروا بصورته الشعرية وبالذات العربية، ليبقى من رموز الشعر في العالم، وليس لنا من دالة على ذلك، فهناك جامعة في بريطانيا تدرس مقياسا كاملا لمدة ستة أشهر حول المتنبي». الاحتفائية التي كانت فيها مداخلات حول المحتفى بهما، قدمها كل من الدكتور بلقاسم عيساني من جامعة المدية، تناول فيها أثر شكسبير في الأدب العربي، مقدما في ذلك نماذج من الأسماء والكتابات التي اختارت التناص، كما سماها المحاضر، مذكرا بأهم الأعمال المشهورة للكاتب منها «عطيل»، «هاملت كليوباترا»، وغيرها. أما الأستاذ عبد الكريم اوزغلة، فقدم مداخلة حول صاحب «دان كيشوت» عنوانها محنة الأسر والسجن في الجزائر، معرجا على أهم المحطات التي رافقت أعظم رواية كتبها «سيرفانتيس»، أما الشاعر إبراهيم صديقي فكان له نصيب مهم في حياة الشاعر المتنبي وشعريته التي غاص بها أهم المماليك والذي يعتبر مدرسة شعرية لا تضاهيها أية شعرية مهما كانت. أما الروائي والإعلامي حميد عبد القادر، ركز في مداخلته على رواية «دان كيشوت» ليفسح المجال للمناقشة، التي أضفت جانبا مهما من المعلومات، خاصة ما تعلق بالهوامش المرتبطة بالتحولات الكبرى التي يعرفها الكتاب الورقي والتحديات التي تنتظره في ظل التكنولوجية الإلكترونية.