حذّر الدكتور بوهدة مختار، طبيب مختص في الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي 1 نوفمبر 1954 بإيسطو، وهران، من سرطان الرئة الذي قال بشأنه يزداد باطراد تبعا للسنوات وعدد السجائر التي يتم تدخينها. أوضح الدكتور بوهدة في تصريح صحافي، أن سرطان الرئة، هو أحد أخطر السرطانات المنتشرة في الجزائر، بما يقارب 25 إصابة جديدة سنويا لكل 100 ألف فرد، ليحتل بذلك المرتبة الأولى بين أمراض السرطان بالوطن، ولاسيما عند الرجال. ويأتي في المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي وسرطان الجهاز التناسلي عند المرأة. أشار إلى أنّ التدخين يقف وراء وفاة 15 ألف جزائري سنويا، بما في ذلك الأمراض التي لها علاقة بالتدخين، وفي مقدمتها سرطان الرئة، وهو العضو المركزي الوحيد المفتوح بشكل كامل على المحيط الخارجي: يقوم باستبدال الهواء المُستنشق الغني بغاز الأوكسجين بغاز ثاني أوكسيد الكربون الخارج من الجسم، خلال الزفير، استنادا إلى نفس المصدر. واستطرد قائلا: ومع ذلك، يمكن التقليل من خطر الإصابة بسرطان الرئة، بشكل كبير، من خلال الإقلاع عن التدخين، حتى بعد التدخين لسنوات طويلة وعديدة. كما يمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان الرئة، بحسب نفس المتحدث، بواسطة تجنّب التعرض إلى عوامل أخرى تسبب سرطان الرئة، مثل العوامل البئية، الناجم أساسا عن المواد الكيميائية المسرطنة، مثل غاز الرادون: ويوجد أساسا في صناعة الفحم وبكميات متباينة في جوف الأرض، والاستبست: يُستخدم في مصانع السيارات، السفن، وفي ورشات البناء، ناهيك عن الأرسنيك: معدن يوجد في المبيدات الحشرية المُستخدمة في الزراعة، وغيرها من المواد المشعة والمعادن الثقيلة الأخرى كالنيكل والخروميوم. وذكر الدكتور بوهدة، أنّ العوامل الوراثية، تلعب دورا أكبر مما كان متوقعا في تطور المرض، حيث أن وجود سرطان الرئة لدى أحد الأقرباء من الدرجة الأولى (الوالدين والإخوة والأخوات) يزيد من خطورة الإصابة، إضافة إلى أنواع العدوى الناجمة عن بعض الفيروسات أو الجراثيم أو الطفيليات، وكذا الملوثات الغذائية والعوامل البيولوجية، مثل الأفلاتوكسين والأرسنيك (أحد ملوّثات مياه الشرب) ومواد مسرطنة أخرى، قد يتم التعرض لها خلال العمل أو في البيئة أو البيت. ووجد نفس المصدر، أنّ نسبة خطورة الإصابة بهذا النوع من السرطانات لدى الفئة العمرية مابين 35 - 40 سنة، ارتفعت بعدما كان يعرف بمرض المتقدمين في السن، خاصة الرجال فوق 50 عاما. وهذا راجع، بحسبه، إلى التنوع الكمي والنوعي في أشكال التدخين والتبغ، مؤكداً أن تدخين الشيشة، أكثر ضرراً من تدخين السجائر، وذلك لأن تدخين الشيشة في جلسة واحدة لمدة من (20 - 80 دقيقة)، تعادل تدخين أكثر من (100 سيجارة)، وأن أضرار استنشاق دخان الشيشة بشكل مباشر وغير مباشر، يكون أكثر ضرراً لاحتوائه على دخان التبغ والدخان الناتج من الوقود المستخدم.