المبادلات التجارية بينهما لا تتعدى 0,25٪ تم، أمس، التوقيع على 5 اتفاقيات من أصل 15 بين الجزائر ودول إفريقية، منها مع ساحل العاج تقارب قيمتها 20 مليون دولار، لتطوير مجال التبادلات التجارية وإقامة شراكة على أسس الربح المتبادل، وذلك خلال لقاء إفريقي نظم بفندق الهلتون حول التصدير، حضره وزير التجارة بختي بلعايب بمعية وزير المالية عبد الرحمان بن خالفة. أكد وزير التجارة بلعايب، على أهمية اللقاء المنظم بالموازاة مع التظاهرة الاقتصادية التي تحتضنها “صافكس” والمتمثلة في معرض الجزائر الدولي في طبعته 49، كونه يفتح المجال أمام المستثمرين الجزائريين لاستكشاف الأسواق الإفريقية، بحثا عن التموقع فيها، بالإضافة إلى إقامة علاقات استثمار وشراكة، خاصة وأن الجزائر دخلت مرحلة اقتصادية جديدة، مبنية على تنويع الصادرات خارج المحروقات. وأضاف في هذا الإطار، أن اللقاءات الثنائية التي تبرم في إطار ثنائي على هامش المعرض، تعد فرصة للمتعاملين الجزائريين لإبرام اتفاقيات وعقود شراكة، لتسويق المنتوجات الجزائرية إلى دول إفريقيا، مؤكدا جودتها وتنافسيتها من حيث الأسعار. وقال في معرض حديثه، إن الجزائر تولي أهمية لقطاع التصدير ودائرته الوزارية تعمل جاهدة في هذا الإطار من أجل محاربة كل العراقيل التي تعيق الاستثمارات، لافتا إلى أن هناك تقصير فيما يتعلق بالترويج للمنتوجات الجزائرية، بالرغم من جودتها من حيث النوعية والاستجابة للمعايير المطلوبة والتنافسية من حيث الأسعار. من جهته تحدث وزير المالية عبد الرحمان بن خالفة، عن أهمية اللقاء وعن ضرورة رفع العراقيل التي ماتزال تعيق عمليات التصدير، قائلا: “هناك عوائق على المستوى الجزئي وليس على المستوى الكلي”، مؤكدا على أهمية الدور الذي تلعبه كل من البنوك والجمارك في هذا المجال، من أجل رفع العراقيل وإعطاء المرونة في سلسلة التصدير التي تعد المؤسسات البنكية من أهم حلقاتها. وذكر في سياق متصل، أن الجزائر، التي تعتمد حاليا نظاما اقتصاديا جديدا مبنيا على التنوع، تعتمد كذلك على نظام تمويل جديد، مؤكدا أنه ابتداء من هذا اللقاء “سيبدأ في تجنيد الطاقات في القطاع المالي بمصارفه وجماركه وعلاقته بالبنك المركزي الدائمة من أجل إنجاح العملية”، مبرزا أنه تم تعيين البنوك التي تتولى مرافقة المصدرين. أما المدير العام للوكالة الوطنية لترقية الصادرات “ألجكس”، شيتي، فقد تحدث في مداخلته عن العلاقات التجارية بين الجزائر ودول إفريقيا، والتي ماتزال، بحسبه، دون مستوى التطلعات، حيث لا تتعدى حصة الجزائر في السوق الأوروبية 0,25٪ بحجم تبادلات لا يتجاوز 184 مليون دولار، رغم قرب المسافة ومستوى العلاقات التي تربط الطرفين. وقد أثار المتعاملون المتدخلون، سواء كانوا جزائريين أو أفارقة، خلال النقاش، انشغالاتهم والعقبات التي تواجه التبادلات التجارية، فإذا كان المتعاملون الوطنيون يبحثون عن موضع قدم في السوق الإفريقية، فإن نظراءهم من القارة السمراء يبحثون عن تموقع في السوق الجزائرية، حيث عرض أحد المتعاملين من بلد إفريقي إمكانية تصدير البن “القهوة” إلى الجزائر بأسعار تنافسية، بدل أن تستوردها الجزائر من البلدان المنتجة لها في أمريكا اللاتينية.