أجمع عدة متعاملين اقتصاديين عرب يشاركون في معرض الجزائر الدولي ال42 -الذي يختتم أمس الأول -على أن انضمام الجزائر الى المنطقة العربية للتبادل الحر سينعكس إيجابيا على مناخ التجارة والاستثمار في الجزائر ويقوي أكثر التعاون الاقتصادي بين الدول العربية. في هذا السياق أبرزت مسؤولة الجناح المغربي في المعرض نادية درافات في تصريح ل"واج" ان انضمام الجزائر لهذه المنطقة والذي دخل حيز التنفيذ مطلع العام الجاري "سيسهل مهمة المتعاملين العرب في سعيهم لدخول أسواق جديدة ويعمق التعاون الاقتصادي البيني العربي". كما سيستفيد الفضاء التجاري العربي من دخول الجزائر كعضو جديد - تضيف ذات المتحدثة- بعد خلق فرص تعاون وتبادل تجاري جديدة من شانها كذلك وضع حد " للعراقيل التي لا تزال تعرفها بعض الدول العربية في مجال تشجيع الاستثمار وحركة رؤوس الأموال والكفاءات البشرية". ويعد المغرب أول بلد عربي من حيث عدد المؤسسات المشاركة في معرض الجزائر الدولي ب 33 مؤسسة تنشط أساسا في قطاع الصناعات الغذائية والميكانيكية والخدمات خاصة منها السياحة. كما يعد المغرب ثاني زبون عربي للجزائر -بعد مصر- خلال السنة الفارطة وفقا لمعطيات الجمارك الجزائرية. و قالت أيضا ان مشاركة المغرب في الطبعة ال 42 للمعرض تهدف بالأساس الى دفع التكامل الاقتصادي بين دول المغرب العربي وتنويع التبادل التجاري بينها. و لدى تقييمها مشاركة المؤسسات المغربية في المعرض أكدت درافات ان المتعاملين الحاضرين في التظاهرة "راضون على المشاركة وعلى المناخ الاقتصادي في الجزائر حيث ستكلل مشاركة العديد منهم بتوقيع عدة عقود شراكة او تجارة مع مؤسسات جزائرية عديدة". من جهة أخرى وحسب مسؤول بالهيئة المنظمة للجناح المصري علاء الدين يوسف فإن طبعة 2009 للمعرض جاءت في وقت مناسب بالنسبة للمؤسسات العربية المشاركة خصوصا بعد انضمام الجزائر الى المنطقة العربية للتبادل الحر والذي من شأنه تحسين مناخ التجارة والأعمال بالجزائر.و أبرز في ذات السياق الانعكاسات الإيجابية التي ستخلقها " التسهيلات والتدابير التحفيزية في إطار هذا الفضاء وعلى رأسها إلغاء الرسوم الجمركية على السلع المتبادلة بين الدول الأعضاء" مؤكدا ان "السوق الجزائرية سوق واعدة خاصة بالنسبة للمستثمر العربي". وتجدر الإشارة -في هذا الشان- الى ان المبادلات التجارية الجزائرية مع البلدان العربية في إطار منطقة التبادل الحر التي دخلت حيز التنفيذ مع بداية هذه السنة سجلت ارتفاعا بأكثر من 61 بالمائة بحيث انتقلت من 260 إلى 330 مليون دولار خلال الثلاثي الأول من العام الجاري. و رغم تراجع عدد المؤسسات المصرية المشاركة الى 24 هذا العام الا ان "الاتصالات التي تمت خلال المعرض ستكلل بتوقيع اتفاقيات تعاون و شراكة بين مؤسسات جزائرية ومصرية" حسب ذات المسؤول. كما اغتنم العديد من ممثلي المؤسسات المصرية المشاركة -و التي تمثل عدة قطاعات صناعية على غرار البلاستيك والزجاج و المنسوجات- إقامة الصالون الأول للتصدير " الجزائر إكسبورت" تزامنا مع معرض الجزائر الدولي لدراسة إمكانية استيراد منتجات جزائرية حسبما أشار اليه يوسف. من جانبهم أعرب متعاملون اقتصاديون أردنيون يعملون في عدة قطاعات صناعية عن تفاؤلهم بانضمام الجزائر الى المنطقة العربية للتبادل الحر وهو ما يمكنها -حسبهم- من زيادة ثقلها الاقتصادي على الصعيد العربي من خلال تكثيف وتنويع تبادلاتها التجارية في الفضاء العربي واستقطاب المزيد من الاستثمارات العربية مستقبلا. ويمثل الاردن في معرض الجزائر الدولي من طرف نحو 30 مؤسسة جلها من القطاع الخاص تنشط في عدة قطاعات كالميكانيك والمنتوجات الصيدلانية والخدمات الطبية حيث أكد عدد من ممثليها بالمعرض أن دخول الجزائر لهذه المنطقة التجارية "سيحفز ويشجع على إقامة علاقات شراكة وتمثيل تجاري" بينهم و بين متعاملين جزائريين خصوصا بفضل "إلغاء الرسوم الجمركية على السلع المتبادلة مما يساهم في تطبيق أسعار تنافسية للمنتوج العربي". كما أكد عدد من مسؤولي مؤسسات أردنية حاضرة بالمعرض -والتي لها تمثيل عربي ودولي- انهم مهتمون بفتح ممثليات تجارية لمؤسساتهم عبر شراكات مع متعاملين جزائريين لتسويق منتجات صيدلانية و صناعية على غرار الحافلات.