أختتمت أمس بكلية الآداب واللغات والعلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة الجلفة، فعاليات الملتقى الوطني حول الفلسفة والمجتمع العربي المعاصر، الذي درس الجزائر نموذجا لموضوع، حيث تطرق الأستاذ عبد الرحمان بوقاف من جامعة الجزائر في محاضرة الافتتاح المعنونة ب''نحو فكر حر'' إلى ما سماه: ''الوضع المتأزم للفكر الذي يثير الكثير من الأسئلة''، وتبدأ معالجة الوضع من مستوى الفكر وبنية الوعي، وتساءل المحاضر إن كانت الطبقة السياسية هي السبب في أزمة الفكر في الجزائر بالنظر إلى أنها حسب قول المتحدث لم تتخلص بعد من عقلية أو ذهنية المحارب، ولذلك يقول بوقاف إن عدم فهم البعد التاريخي يجعل الوعي يعيش حالة من الفوضى، ولا يسلم من تأثيرات ما سماه المتحدث العفونة السياسية التي استغلت حسبه الرمز الديني المتمثل في الزوايا، لأن الأوان قد آن لسلطة الفكر أو رجل الفكر التي تلي مرحلة سلطة الدين وتبرز بعد ذلك الأسئلة الاختراقية بعد طول رحلة الأسئلة الاجترارية والفضولية، لأننا الآن كما يقول لا نعيش الحداثة بل نلهو بمنتوجاتها. من جهة أخرى، ضم برنامج التظاهرة عدة جلسات ناقشت عدة مواضيع كالحداثة وشروط تحقيقها في الجزائر التي كانت موضوع محاضرة الأستاذ سواريت بن عمر من جامعة وهران عالج زميله الأستاذ الزواوي آفاق الفكر الفلسفي المعاصر في الجزائر في ظل تعدد المرجعيات، وكان الحاج رباني من جامعة معسكر قد تناول الإنسان والوعي التاريخي في فكر ''مالك بن نبي''. من جهة أخرى، كانت إشكالية تدريس الفلسفة في المجتمع الجزائري موضوع مداخلة الأستاذ سعدي محمد من جامعة الجلفة، أما الدكتور بن داود ابراهيم فقد اختار إشكالية التخلف وفلسفة التغيير في المجتمع الجزائري الحديث موضوعا لمحاضرته خلال الجلسة الخامسة من فعاليات الملتقى، حينما تحدث الأستاذ مكمك عمر الجلسة الموالية عن تدريس علم الكلام في الجامعة الجزائرية بين التراث الميت والتراث الحي.