يحتل تكوين الموارد البشرية حلقة مفصلية في سياسة الدفاع الوطني، باعتباره المؤمّن الثابت لجاهزية القوات المسلحة وتحضيراتها لمواجهة أي طارئ. تخرج دفعات المدارس العسكرية والأكاديميات نهاية كل موسم دراسي، محطة أساسية في تقييم المستوى التكويني والعلمي الذي يحظى بالاهتمام والرعاية للقيادة العليا للجيش الوطني الشعبي. يظهر هذا جليا في محتوى مجلة الجيش لعدد جوان 2016، التي توقفت عند هذه المسألة بتسليط الضوء على التحضير القتالي لأفراد القوات المسلحة ومواضيع ثرية أخرى جديرة بالمتابعة. تصدرت أولى صفحات المجلة ترؤّس رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اجتماع مجلس الوزراء وما تمخض عنه من إجراءات وتعليمات، في مقدمتها مشروعا قانونين جديدين لتعزيز القواعد المسيرة لواجب التحفظ بالنسبة للضباط العمداء والضباط السامين المتقاعدين. وسجل الرئيس بوتفليقة في ذات الاجتماع بكل ارتياح، النتائج الملموسة التي حققها الجيش في إطار تأمين الحدود ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة. وهي عمليات تنمّ عن احترافية عالية في ملاحقة العصابات الإجرامية وإفشال المحاولات الخطيرة لإدخال كميات الأسلحة والمخدرات إلى التراب الوطني. إنها مسألة توقف عندها الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، خلال زيارات تفقدية إلى مختلف الوحدات وإشرافه على تنفيذ تمارين بيانية «التصدي، إعصار، حزم» بالناحية العسكرية الثالثة وتأكيده المستمر على اليقظة والرؤية الاستشرافية لمواجهة أيّ طارئ. وجدد التأكيد عليها خلال إشرافه على تخرج الدفعات بالمدارس العسكرية، منها الأكاديمية متعددة الأسلحة بشرشال حاملة تسمية هواري بومدين الرئيس الأسبق. «إن التكوين النظري والتطبيقي، مهما بلغ مستواه، لا يضمن في حد ذاته كسب رهان التفوق والنجاح إذا لم يقترن بالضرورة بحس مهني وخلقي رفيع يعينه على أداء واجبه على الوجه الأصوب». هكذا ذكر الفريق أفراد الجيش وقادة وحداته، مشددا على عصرنة المنظومة العسكرية عبر تحديث البرامج واستخدام التكنولوجيا المتطورة في ظل تحولات جيواستراتيجية تفرض على الجزائر أن تؤمّن لها مكانة في الخارطة المتغيرة. على هذا الدرب يسير الجيش الوطني الشعبي وفيا لرسالة نوفمبر ومرجعية وثائق الثورة الأساسية، مؤديا مهامه الدستورية باقتدار، رافعا التحدي في سبيل إعلاء صوت الجزائر وتأمين حدودها واستقرارها. على هذا المنوال يواصل الجيش المعركة المصيرية الثانية في سبيل تطهير البلاد من براثن الجماعات الإرهابية ودك ما تبقى من معاقل شبكات الإجرام، مثلما تظهره العمليات الناجحة الواردة في تقارير يومية تبث بالدليل القاطع ما التزم به أفراد المؤسسة العسكرية، ضباط سامون وضباط صف وجنود، ضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن المفدى. إنها مواقف ثابتة وردت في مجلة الجيش، التي رصدت مختلف الأنشطة العسكرية عبر الوطن وخارجه، مسلطة الضوء على الأمور كبيرها وصغيرها، واضعة الجزائر فوق كل اعتبار.