تمتلك الجزائر قرابة 300 منبع حموي على المستوى الوطني، يقابله غياب مرافق، وهي غير مستغلة وفق ما هو مطلوب، ما جعل وضعية السياحة الحموية دون مستوى تطلعات السياح الراغبين في قضاء أوقات مريحة، سواء من ناحية الاستجمام أو طلبا للعلاج. تحتل السياحة الحموية مكانة هامة في المخطط السياحي في الجزائر، خاصة ما تعلق بالسياحة الداخلية، غير أن عدد المحطات الحموية غير كاف لاستقطاب عدد أكبر من السياح. مع العلم أن المحطات السياحية العمومية، قد شيّدت في سنوات السبعينيات من القرن الماضي ولم تشهد تطورا منذ ذلك الوقت. تعتبر المركبات والمحطات الحموية مقصدا للعديد من العائلات الجزائرية والسياح الذين ألفوا زيارتها منذ عدة سنوات، بهدف الوقوف على ما تمثله في الحياة اليومية للمواطن، خاصة أنها تتوفر على مزايا طبيعية هائلة تتعدى في الواقع الحدود. ومن أشهر هذه الحمامات على المستوى الوطني، التي تستقطب أكبر عدد ممكن من الزوار، المركبان العموميان حمام مريغة وحمام بوحنيفية. غير أن وضعية هذين المركبين، وغيرهما من المحطات والمراكز الحموية التي تستقطب السياح من الداخل، خاصة في فصل الشتاء، تبقى الخدمات بها دون المستوى الذي يجب أن يقدم للوافدين عليها، بالرغم من الأموال التي رصدتها الدولة لإعادة تأهيلها، في إطار سياسة النهوض بالسياحة الداخلية. منذ 2010 أخذت الدولة على عاتقها مسألة ترميم كل المحطات الحموية العمومية على المستوى الوطني وهو يدخل ضمن مخطط شامل لبعث السياحة، لأنه لا يمكنها لوحدها إنجاز هذه المرافق، التي من شأنها تطوير السياحة الحموية، ما جعلها تفتح المجال أمام الخواص للاستثمار في هذا المجال. وهناك مشاريع، منها ما هي قيد الإنجاز وأخرى في مرحلة الدراسة وقد منح لهم عقار في إطار الامتياز، بحسب ما أعلن عنه القائمون على القطاع. كما يطرح تردي الخدمات المقدمة للسياح والزبائن على مستوى المركبات الكبرى، أو على مستوى المحطات الحموية، إشكالية لابد من الإحاطة بها. ويأتي التكوين كضرورة ملحة، في جميع التخصصات سواء أكان في مجال الإيواء أو الإطعام، من أجل تحسين هذه الخدمات، التي تبقى دون المستوى، بالرغم من المبالغ الباهظة التي تدفع مقابل الحصول عليها. هذه المعاملات “غير المقبولة تماما”، في هذه المركبات السياحية الحموية على وجه الخصوص، التي في الغالب يتردد عليها المواطنون “بالعادة”، تساهم في جعل السياحة الحموية تراوح مكانها والزائرين والسياح مستاءين من تعامل موظفي هذه الهياكل، سواء من حيث الاستقبال أو المعاملة، حتى المعلومات لا تقدم للزبون إذا طلبها، وهو واقع تم التوقف عنده في أكثر من مركب ومحطة حموية، ما دفع السياح الجزائريين لاختيار قبلة أخرى في دولة مجاورة شقيقة، التي تعرض خدمات أرقى وبأسعار تنافسية.