قال مسؤولون إن قوات متحالفة مع الحكومة الليبية المدعومة من الأممالمتحدة خاضت قتالا ضاريا ضد مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي في سرت، أول أمس، لقي فيه 13 إرهابيا حتفهم وأصيب أكثر من 110 بجروح. ودفعت القوات المدعومة من الحكومة المسلحين إلى التقهقر إلى منطقة صغيرة في وسط المدينة الساحلية بعدما زحفت صوب معقل الدولة في ماي المنصرم.لكنها تواجه مقاومة شديدة من مئات الإرهابيين الذين يعتقد بأنهم لا يزالون متحصنين في سرت، حيث تكبدت خسائر بشرية بنيران قناصة وجراء انفجار عبوات ناسفة. وقالت القوات المدعومة من الحكومة في بيان أنها تتقدم على جبهتين بعد قصف مواقع داعش الإرهابي من الجو والبر عند الفجر. وأضافت أن هناك قتالا في حي الدولار وحول الميناء. تتكون القوات بشكل أساسي من مقاتلين من مدينة مصراتة ومن مدن أخرى غرب ليبيا. تلقت بعض الدعم من حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأممالمتحدة في طرابلس لكن الكثير من المقاتلين يشعرون بأن الحكومة وحلفاءها الغربيين خذلوهم قائلين إن نقص الدعم الطبي والعتاد والذخيرة أعاق التقدم، وكانت جبهة القتال هادئة نسبيا في وقت سابق هذا الأسبوع مع إعادة الكتائب تنظيم صفوفها بعدما منيت بخسائر كبيرة يوم الجمعة الماضي. وسيطرت عناصر «داعش» الإرهابي بشكل كامل على سرت العام الماضي وحولتها إلى قاعدة أساسية في شمال أفريقيا ووسعت وجودها على قطاع كبير من الساحل الليبي بطول نحو 250 كيلومتر. ووسعت الجماعة المتشددة وجودها في ليبيا وسط فوضى سياسية وفراغ أمني عقب الإطاحة بمعمر القذافي. العثور على 14 جثة في مكب للقمامة ببنغازي من جهة أخرى عثر بمكب للقمامة في بنغازي، أول أمس، على 14 جثة لأشخاص مجهولين قتلوا في ظروف غامضة. وقال مصدر في مركز بنغازي الطبي لموقع «بوابة الوسط» أن المواطنين أبلغوا الجهات الأمنية المختصة عن مكان وجود الجثث وعليها أثار تعذيب وجرى إعدامهم بإطلاق الرصاص على الرأس وقد تم تكبيل أيديهم، وأكد مصدر مطلع أن التحقيقات تم المباشرة بها على الفور وهناك توتر كبير من قبل الأهالي بعد التعرف على هوية بعض القتلى. بالمقابل أكد قائد سلاح الجو في القوات الليبية التي يقودها الفريق أول خليفة حفتر وجود قوات بريطانية وأمريكية وفرنسية في ليبيا، لكن عددها لا يتجاوز 20 عسكريا. وأكد أنها لا تخوض المعارك بدل القوات الليبية، وتقتصر مهمتها على تتبع تحركات تنظيم «الدولة الإسلامية» داعش الإرهابي. ويأتي تأكيد قائد عسكري الجروشي على وجود قوات أجنبية في ليبيا بعد يوم من إعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مقتل ثلاثة جنود فرنسيين في تحطم مروحية في الشرق الليبي، في أول إعلان فرنسي عن تواجد عسكري في ليبيا. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أعلنت في ماي الماضي أن الجيش الاميركي لا يملك «صورة كافية» عن الوضع في ليبيا، لكن فرقا صغيرة من قوات العمليات الخاصة تعمل في هذا البلد لجمع معلومات استخباراتية.وأقر البنتاغون في ديسمبر العام الماضي بوجود فريق كوماندوس أمريكي في ليبيا تقوم مهمته على «تعزيز التواصل مع نظراء» ليبيين، بعدما أقدمت قوات محلية على طرد أعضاء هذا الفريق ونشر صور لهم على موقع «فيسبوك». كما ذكرت صحف بريطانية أن مجموعة من القوات البريطانية الخاصة تقدم خدمات استشارية للقوات الليبية التي تقاتل تنظيم «داعش» الإرهابي. حكومة الوفاق ترفض الوجود العسكري الفرنسي أعربت حكومة الوفاق الليبية عن استيائها بعد إعلان فرنسا عن مقتل ثلاثة من جنودها خلال عملية استطلاع خطيرة في ليبيا، واعتبرت الوجود العسكري الفرنسي هناك «انتهاكا» لحرمة التراب الليبي، كما خرجت مظاهرات في طرابلس ومصراتة ومدن ليبية أخرى للتنديد أيضا بهذا الوجود العسكري. وأعربت حكومة الوفاق في البيان عن «استيائها» من إعلان باريس وجود قوات فرنسية في ليبيا، مؤكدة رفضها لهذا الوجود العسكري الذي رأت أنه يشكل «انتهاكا لحرمة التراب» الليبي. وأكدت الحكومة المدعومة من الدول الكبرى وبينها فرنسا أن «الثوابت التي أعلن عنها مرارا من أن لا تنازل مطلقا عن السيادة الليبية، ورفضنا الكامل لانتهاك حرمة التراب الليبي».وشارك مئات الأشخاص الأربعاء في تظاهرات شهدتها عدة مدن ليبية تنديدا بالوجود العسكري الفرنسي في هذا البلد الذي يعيش فوضى أمنية منذ العام 2011 ويخوض حربا ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وشددت الحكومة على أنها ترحب بأي مساعدة أو مساندة تقدم لنا من الدول الشقيقة والصديقة في الحرب على «داعش» الإرهابي. لكنها رأت أن هذا الأمر «لا يبرر أي تدخل دون علمها ودون التنسيق معها ودون مراعاة لما أعلناه من حرمة التراب الليبي»، مشيرة إلى أنها أجرت اتصالات مع السلطات الفرنسية لمعرفة «أسباب وملابسات» التواجد العسكري وحجمه. وكانت السلطات الفرنسية قد أعلنت عن مقتل هؤلاء الجنود خلال مهمة «استطلاع خطيرة» في ليبيا عندما تعرضت مروحيتهم لحادث وهي المرة الأولى التي تؤكد فيها فرنسا وجود جنود فرنسيين في هذا البلد الذي ينتشر فيه تنظيم الدولة.