خسائر لحفتر ببنغازي و"فجر ليبيا" تقصف "داعش" في سرت دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عقب القمة الطارئة للاتحاد الأوروبي، إلى ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر حزما وفعالية من أجل إنجاز التسوية السياسية في ليبيا. وقال هولاند إن "نظاما للحكم يغيب عن ليبيا في الوقت الراهن"، معربا عن أسفه لأنه "لم يتمكن من إعادة إنشاء مؤسسات الدولة هناك بعد التدخل العسكري في هذا البلد". وتابع قائلا "اليوم تتقاتل مجموعات مختلفة في ليبيا، ومن الضروري تسريع وتنشيط اتخاذ الإجراءات الرامية إلى إحراز الوفاق السياسي في ليبيا"، لتمتلك البلاد من جديد نظام حكم وحكومة وإمكانية للعمل". وحذر الرئيس الفرنسي من أنه إذا لم يتم ذلك، فستبقى ليبيا دولة تجذب مهاجرين غير شرعيين ينوون الوصول إلى أوروبا من أراضيها. وأشار هولاند إلى أن الخطر المنطلق من ليبيا يتزايد بسبب ممارسات مسلحي تنظيم "داعش" المتواجد هناك، التي تهدف إلى زعزعة استقرار هذا البلد وتقويض محاولات إقامة دولة في ليبيا. ورجح الرئيس الفرنسي إنشاء دولة إرهابية على الأراضي الليبية، في حال عدم اتخاذ أي خطوات، قائلا إنه "في هذا الحال سيتوجه إلى أوروبا الإرهابيون، وليس المهاجرين. ولهذا السبب بالذات، يجب العمل فورا، وليس من قبل أوروبا فقط، بل ومن قبل المجتمع الدولي". كما لفت هولاند إلى أن إريتريا هي الدولة الثانية التي ينطلق منها الخطر على أوروبا، مؤكدا ضرورة اتخاذ إجراءات تحول دون فقدان هذا البلد جزءا كبيرا من سكانها الذين يهاجرون. من ناحية أخرى، لقي 15 مقاتلا من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، مصرعهم في اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة مع مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي في منطقتي "فينيسيا" و"قار يونس" شمالي المدينة، بينما تواصل قوات فجر ليبيا معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سرت. وأوضحت مصادر طبية أن القتلى لقُوا مصرعهم إثر استهداف مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي ثلاثَ دبابات وسيارة عسكرية كانوا فيها. وفي سرت قتل خمسة جنود وأصيب أكثر من 15 آخرين من أفراد الكتيبة 166 المكلفة من المؤتمر الوطني العام بتأمين مدينة سرت وسط ليبيا، وذلك إثر اشتباكات وقعت بين أفراد الكتيبة وقوات تابعة لتنظيم الدولة في الطريق الساحلي للمدينة. وكانت طائرة حربية تابعة لفجر ليبيا قد شنت غارات مساء أمس على مواقع لتنظيم "داعش" في مدينة سرت، بعد اشتباكات دامية بين الطرفين بدأت ليل الأربعاء وفق ما أفاد به مسؤولون وشهود، مستهدفة مجمع قاعات واغادوغو وسط المدينة والذي يتخذه التنظيم مقرا للقيادة والسيطرة. كما أجبرت قوات فجر ليبيا ما يعرف بجيش القبائل الموالي لحفتر على التراجع في منطقة العزيزية إلى جنوب غرب العاصمة طرابلس، وفق مصادر من هذه القوات. واتهمت تلك القوات جيش القبائل بخرق هدنة بينهما كان مقررا أن تستمر ثلاثة أيام بعدما تم التوصل إليها بين زعماء في الجيش وكتيبة الحلبوص التابعة لمدينة مصراتة "شرق طرابلس".