أكد وزير الاتصال حميد ڤرين، أمس، أن اللغة الأمازيغية من خلال تكريسها لغة وطنية ورسمية تستفيد من دعم الدولة على كل الأصعدة بما فيها اللوجيستيكية، مشيرا إلى أنها أصبحت تحظى بحصة الأسد في قطاع الاتصال من منطلق أن 25 إلى 30% من الإذاعات الوطنية والمحلية تعد مصالح مختصة في الأمازيغية مع تخصيص توقيت للأخبار بهذه اللغة. أوضح ڤرين لدى افتتاح أشغال ورشة حول ترجمة النصوص الأساسية للدولة الجزائرية إلى الأمازيغية، التي نظمتها المحافظة السامية للأمازيغية، أن هذا الاهتمام والدعم استمر من خلال فتح وكالة الأنباء الجزائرية لموقع إلكتروني باللغة الأمازيغية منذ ماي 2015 الفارط، يتناول كل الأخبار الوطنية والدولية، داعيا تبني منهج تدريجي واضح للحفاظ على روح ومضمون النص الأصلي لدى ترجمته. وفيما تعلق بنشر الكتاب الأمازيغي، قال الوزير أن العملية تصطدم بمشكل عويص، يتعلق بعدم نشرها في المدن الكبرى وهي الإشكالية التي مست الكثير من المؤلفين. من جهته، أكد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، أن توسيع استعمال الأمازيغية في المؤسسات العمومية يعد خيارا سياسيا قويا للدولة والحكومة، مشيرا إلى أن الهدف من ترجمة هذه النصوص الأساسية هو الإسهام في التطبيق الملموس لأحكام الدستور الجديد وتعزيز الحس المدني والانسجام الاجتماعي والثقافي بكل معانيه. وقال عصاد أن الدستور الجديد ساهم في الارتقاء بمكانة اللغة الأمازيغية بفضل الرؤية الاستشرافية لرئيس الجمهورية، وتجاوز كل الترددات والمقاومات المعبر عنها داخل المجتمع، مبرزا تصور المحافظة بهذا الخصوص لاسيما في تعلق بمجال الإصدار والترجمة والاتصال والتكوين وغيرها، خاصة وأن الورشة تضمنت قراءة مصادقة تسمح بالشروع في التسجيلات الصوتية للوثائق الأساسية المتمثلة في دستور 2016 وبيان الفاتح نوفمبر 1954 وأرضية مؤتمر الصومام 20 أوت 1956. وحسب عصاد، تعد الورشة المنظمة عاملا مشجعا باعتبارها تساهم في التطبيق الملموس لأحكام الدستور 2016 وتعزيز الحس الوطني والانسجام الاجتماعي، كما تندرج ضمن نشاطات المحافظة التي تولي أهمية كبيرة للترجمة من خلال الاعتماد على الكفاءات الجامعية، ملحا على «ضرورة الاستثمار بشكل أكبر في تكوين المترجمين في اللغة الأمازيغية مما يمثل جانبا هاما ينبغي التكفل به»، خاصة في ظل التوجه للاستفادة من مختلف برامج الإعلام الآلي وكذا برمجيات الترجمة العالمية بهدف تعميم استعمالاتها بشكل يتوافق والتطور التكنولوجي. من جهة أخرى، أعلن الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية التحضير للملتقى الدولي حول يوغرطة، ستحتضن فعالياته جامعة عنابة يوم 20 أوت الجاري، باعتبارها أدرجت تعليم اللغة ضمن تخصصاتها، مشيرا بخصوص طريقة التعليم، أن الكلمة الفصل تعود للجامعيين المتخصصين، موضحا أنه يمكن تدريسها بحرف التيفيناغ، العربي واللاتيني.