يعرف إقليم وهران حركية تنموية لافتة، جعلتها في مرتبة متميزة بين أجمل مدن البحر الأبيض المتوسط، وتسعى جاهدة إلى تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية للجوانب الثلاثة “الاقتصادية والاجتماعية والبيئية” التي هي أساس إلزامي لبناء مستقبل زاهر. والي وهران عبد الغني زعلان خلال الاجتماع الذي عقده مؤخرا مع أعضاء الهيئة التنفيذية، حرص على إصدار توصياته بضرورة الخروج من المكاتب المكيفة وتغيير الهندام من ربطة العنق إلى لباس العمل الميداني، مشددا على حتمية تثمين الجهود المبذولة وتحقيق مختلف البرامج التنموية. كما عبر في تصريح صحافي عن سعادة وارتياح كبيرين مع تساقط الأمطار الأولى بين التفاؤل والواقع الصعب، لما تسببه من متاعب في حالة حدوث فيضانات بسبب انسداد البالوعات ومجاري الصرف الصحي، الأمر الذي يحتم كما قال الوالي ضمن توصياته مواجهة الوضع في حينه من خلال إعادة تفعيل حملة التطهير التي باشرتها العديد من البلديات والقطاعات الحضرية ببلدية وهران منذ أكثر من أسبوعين، تجنبا للمشاكل التي حدثت على مستوى الكثير من البالوعات بسبب مخلفات الأضاحي. وهو ما أكدته مصادر مسؤولة من المديرية العامة لمؤسسة “سيور” للمياه والتطهير، والتي سجّلت خلال يومي عيد الأضحى أكثر من 20 تدخلا، نفّذه 60 عونا، قاموا بتنظيف عدد معتبر من البالوعات وقنوات الصرف الصحي من مخلفات الجلود والأحشاء غير الصالحة للإستهلاك، التي يتم رميها بشكل متعمد، بالرغم من علمهم المسبق بمشاكلها المتكررة. ومن هنا برزت أهمية التربية البيئة واتخاذ القرارات العقلانية لمواجهة الأخطار التي تنتج عن المشكلات البيئية بأشكالها، وهو ما أصبح تقليدا سنويا لنشطاء التوجّه البيئي، وعلى رأسهم، الوالي عبد الغني زعلان، الذي أشرف أول أمس على توزيع الإعانات المالية المقدرة ب 40 مليار سنتيم من ميزانية الولاية لفائدة 06 مؤسسات عمومية مختصة في النظافة والإنارة العمومية وصيانة المساحات الخضراء على مستوى عدد من البلديات لاسيما تلك التي عرفت خلال السنوات الأخيرة توسعا عمرانيا بعد عمليات الترحيل الكبرى. وعلى ضوء ذلك، دعا والي الولاية كل من مؤسسات نظافة بوادي تليلات وقديل وبئر الجير ومؤسسة وهران نظافة إلى جانب مؤسسة إنجاز وصيانة الإنارة والإشارات لولاية وهران ERMESO ومؤسسة وهران خضراء ORAN VERT وغيرها من المؤسسات المعنية لتنويع مصادر دخلها وعدم الاعتماد على البلديات التي تعاني أصلا من العجز في الميزانية. وأشار إلى أن هذه الإعانات سوف توجه لاقتناء المعدات من شاحنات وعتاد تقني وغيرها، مع “الحرص أولا على العمل باحترافية وإعطاء انطباع جيد للأخر من خلال التزام العمال بارتداء لباس لائق والعمل المتواصل على تنظيف المحيط الذي يعتبر أولوية الخدمة العمومية لدى ساكنة الولاية”، حسبما أفاد به ذات المتحدث. كما قرر والي وهران عبد الغني زعلان منح المؤسسة الولائية لتسيير مراكز النفايات كامل الصلاحيات من أجل العمل الميداني لتهيئة المفرغة العمومية السابقة لبلدية الكرمة وتحويلها إلى حظيرة حضرية للترفيه، وذلك على مدار ثلاث سنوات على الأكثر. ومن هذا المنطلق أكدت المديرية العامة لمراكز الدفن التقني للنفايات لمختلف مجمعات وهران السيدة دليلة شلال بان القرار الذي اتخذه والي الولاية هو نتيجة حتمية للمشاكل البيئية والمخاطر الصحية التي تجتمع في المفرغة العمومية لبلدية الكرمة، حسبما أشير إليه. لهذا الغرض تم خلال الأسبوع الفارط خلق لجنة ولائية مختصة مهمتها حسب ما أكدته مديرة المؤسسة سالفة الذكر إعداد مخطط عمل لدراسة الوضعية الحالية للأرضية التي كانت عليها المفرغة العمومية، وهذا من أجل الشروع الفعلي في تجسيد البرنامج الخاص بعمليات تحويل المفرغة على مراحل، حسب الدراسة التي أعدها مكتب الدراسات المكلف بالعملية، حسب نفس المتحدثة التي أكدت على ضرورة تكثيف الجهود بين مختلف القطاعات من أجل القضاء على مختلف النقاط السوداء التي تفاقمت بنسب كبيرة خلال السنوات الأخيرة. وفي سياق متصل سخرت ولاية وهران، كل الوسائل والآليات لتنفيذ حملة ضد الكلاب الضالة التي انتشرت في الآونة الأخيرة عبر المحيط الحضري وأصبحت تشكل خطرا على الصحة العمومية، حسب ما أكده الوالي زعلان. العملية التي انطلقت أمس السبت من دائرة قديل، تتواصل إلى غاية الخميس المقبل، لتشمل مختلف بلديات الولاية، تحت إشراف إطارات من الولاية، يتابعون سير العملية بمشاركة مكاتب النظافة وكذا الجمعية الوطنية للصيادين ومحافظة الغابات.