كشف أول أمس عشرة مناضلين صحراويين حقيقة النظام المغربي وانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة حيث كشفت شهادات لمناضلين صحراويين قدموا إلى الجزائر ما يتعرض له يوميا المواطنون الصحراويون على يد الجلادين المغاربة الذين تفنوا في إذاقتهم كل أساليب التعذيب و القمع وسط صمت دولي صارخ. وأكد رئيس اللجنة من أجل الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان الصحراوي والناطق باسم مجموعة المناضلين الصحراويين السيد النعمة أصفاري في ندوة صحفية نشطها أول أمس على هامش المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني أنه تم تشييد جدار صمت من قبل الإحتلال المغربي من أجل إقامة تعتيم حول تجاوزات مصالح الأمن المغربية والانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة. ودعا في هذا السياق الأفارقة الحاضرون في المهرجان الثقافي إلى مساندة كفاح الصحراويين مثلما قام بذلك أسلافهم في 1969 في الجزائر عندما كان عددا من البلدان الإفريقية لا يزال تحت نير الإستعمار. ونقلت شهادات المناضلين الصحراويين المشاركين في المهرجان الإفريقي الثاني صور عن الوضع المأساوي الذي يعيشه الصحراويون القابعون بسراديب السجون المغربية والذين تم الزج بهم بسبب تعلقهم بالوطن ودفاعهم عن حقهم الطبيعي في العيش بحرية وكرامة وفي هذا الشأن أوضح المناضل الصحراوي من مدينة الدخلة المحتلة مامي عامر سالم الذي سجن عدة مرات بين 2004 و 2006 انه تعرض إلى أسوء المعاملات خلال اعتقاله مؤكدا أن الإنتفاضة الذي يقوم بها السكان المدنيون منذ 1991 سلمية. وقال النعمة أصفاري أن "كل الوسائل تعتبر شرعية بالنسبة لنا لانتزاع حقوقنا" موضحا أن "اللجوء إلى الوسائل السلمية لدليل على الإلتزام الثابت للمواطنين الصحراويين بالأراضي المحتلة بمسعى ممثلهم الشرعي المتمثل في البوليزاريو. من جهته، أكد المناضل من أجل حقوق الإنسان الصحراوي والسجين السابق أحمد ناصري أن حضور المناضلين الصحراويين العشر بالجزائر يعد "ثمرة كفاح شعب بأكمله بالأراضي المحتلة وتضحيات جسام من أجل تحسيس الرأي العام الدولي بحقيقة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وأشار نائب رئيس تجمع المناضلين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية علي سالم تامك أن مناهج كفاح الإنتفاضة "متعددة" رافضا الأطروحات التي تؤكد فقدان طاقتها، وأضاف أن الدليل على ذلك أن مجموعة من السجناء السياسيين الصحراويين يشنون إضرابا عن الطعام منذ 62 يوما بسجون المملكة المغربية، وأوضح أن كفاح السجناء السياسيين يعد امتدادا لهذه المقاومة. واستشهد السجناء السياسيون السابقون بممثلين عن الصحافة الأجنبية حول سوء المعاملات من قبل مصالح الأمن المغربية فور عودتهم إلى مدنهم بالأراضي المحتلة، وأكد علي سالم "لم نرتكب أي خطأ" مضيفا أن "الكفاح من أجل الإستقلال هو حق شرعي لكافة الشعوب. وخلص المناضلون الصحراويون إلى التأكيد أن انتفاضة الصحراويين بالأراضي المحتلة تعد دعما لمفاوضات الصحراويين من أجل تسوية سلمية للمسألة الصحراوية تتكفل بحق تقرير المصير