مواضيع ثرية تناولتها مجلة «الجيش» في عدد سبتمبرالجاري تترجم مدى التجاوب مع قضايا الساعة لا سيما في شقها العسكري موضع الاختصاص. المجلة التي أولت عناية خاصة لرسالة رئيس الجمهورية بمناسبة يوم المجاهد، وما تضمنته من معلومات حول الحدث التاريخي، الذكرى المزدوجة ل20 أوت 1955 / 1956، والدروس الواجب استلهامها لحماية الذاكرة وصيانة المستقبل، لم تترك جانبا أنشطة المؤسسة العسكرية التي تخوض معركة مصيرية ثانية من أجل الجزائر المستقلة القوية الآمنة. يظهر هذا الاهتمام والتركيز على الشؤون العسكرية، الاستطلاع الذي قامت به المجلة حول «التمرين الجوي التكتيكي بالرمايات الحقيقية بحاسي بحبح شهر أوت الماضي. وهو التمرين الذي أشرف عليه الفريق ڤايد صالح نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش، مبديا ارتياحه لمستوى الاحترافية التي بلغتها وحداتنا الدفاعية وتطورها الدائم بفضل منظومة التكوين والتخصصات والتزود بالتكنولوجيا الحربية وما لها من أهمية في الجاهزية القتالية ومواجهة تهديدات الظرف وتحديات المحيط. جدد الفريق ڤايد صالح هذه المسألة خلال زيارات العمل والتفتيش للوحدات العسكرية في مختلف جهات الوطن، مطالبا الإطارات والأعوان باليقظة وروح المسؤولية والرؤية الاستشرافية لمواجهة أي طارئ. أكد الفريق على هذا الطرح خلال إشرافه على تنفيذ تمرين بحري متبوع برمي بالصواريخ بحر/ بحر بالناحية العسكرية الثانية. أكده أيضا خلال تفتيش السفينة الغراب «الزاجر 922»، مشددا على تسهيل تطوير الأداء القتالي لقواتنا البحرية التي تحمل تاريخا عريقا لأسطول جزائري فرض نفسه في حوض المتوسط عقود مضت وأعطى البلاد قوة ومتانة وجعلها مهابة محترمة من قبل الأمم. تظهر هذه الصيرورة مدى وفاء الجيش للمبادئ الثابتة التي اعتمدها وكان دوما عصب تطوره وعصرنته، كاسبا هذه المكانة اللائقة في جزائر الاستقلال، حيث ظلت المؤسسة العسكرية الحصن المنيع والدرع الواقي من أي تهديد ومؤامرة. كشفت النقاب عن هذه الميزة افتتاحية المجلة، التي توقفت عند تعزيز القدرات الدفاعية التي أولتها القيادة العليا للجيش خلال السنوات الأخيرة وجعلت منه متطلبا عملياتيا في غاية الأهمية. يندرج المبدأ في إطار الخطوات والأعمال التي ما انفك الجيش ينفذها بكفاءة واقتدار ضمن مختلف القوات والتخصصات التي أوصى بها الرئيس بوتفليقة وزير الدفاع القائد الأعلى للقوات المسلحة في كل الظروف والمناسبات. يدعم هذا التوجه ما اتخذ من تدابير في إقامة قاعدة صناعية حربية تمنح الجيش قوة إضافية واستقلالية حركة وقرار. أنجزت هذه الصناعة العسكرية مع شركاء أجانب لهم شهرة في صنع الآليات والسيارات والشاحنات من هؤلاء بروتوكول الاتفاق بين وزارة الدفاع الوطني ومجموعة صناعية إيطالية بغرض إنتاج حوامات لنقل الأفراد والشحن والإخلاء الصحي والكشف والمراقبة وأنشطة ذات العلاقة بالتكنولوجيا العالية في مجال المواد المدمجة والميكانيك الدقيقة والإلكترونيك والالكتروبصريات. وهي كلها مدمجة في السفينة الحربية «الزاجر» التي تم اقتناؤها مؤخرا معززة الأسطول البحري الجزائر أحد روافد القوات المسلحة وقوتها الضاربه على الإطلاق.