أكد نعمة إسفاري رئيس لجنة الدفاع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان بأن الصحراويين إستقبلوا بصدر رحب التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي باراك أوباما، لكنه لفت الانتباه إلى أن الشعب الصحراوي ينتظر التجسيد بعدما سئم من التصريحات ذات الطابع الإعلامي فقط، فيما أوضح مامي عمر سالم رئيس لجنة مناهضة التعذيب بأن الموقف الفرنسي يبرره إعتبارها بأن المغرب امتداد طبيعي خاضع لوصايتها، ولم يفوّت ممثلو الجمهورية الصحراوية الفرصة للتأكيد بأن الجزائر تبقى المنبر الوحيد لإسماع صوت القضية الصحراوية. تميز النقاش الذي تبع الندوة التي احتضنتها جريدة ''الشعب'' أمس حول موضوع ''المقاومة الصحراوية في الأراضي المحتلة'' بتقديم شهادات حية لصحراويين تعرضوا للتعذيب في المخابئ السرية بالمغرب وفي السجون، هم حاليا ضيوف الجزائر حلوا بها بمناسبة احتضانها للمهرجان الإفريقي، وفي هذا الشأن، أكد حماد الناصري مختطف سابق الكاتب العام للجنة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بالسمارة المحتلة بأنه يوجد داخل المغرب، ولكن كذلك في الأراضي المحتلة نساء ورجال صحراويون قضوا سنوات كثيرة داخل المخابئ السرية (قلعة مقونة، العيونالمحتلة)، ويتعرضون للتعذيب الشديد، كما أن الصحراويين مازالوا عرضة للاختطافات التي لم تتوقف رغم أن المغرب يوهم بغلقها. وأكد إسفاري لدى تطرقه إلى مواقف بعض الدول وتحديدا فرنسا بأنه لم يعد يؤمن بما يصرّح به الفرنسيون ومسؤولو الدول الغربية لأنها وبكل بساطة متناقضة وتمليها مصالح وتوازنات، لكنه بالمقابل يؤمن بالثورة الجزائرية العظيمة، مضيفا بأن الغرب وفرنسا لا يملكون الحق في احتكار مبدأي الكرامة والحريّة. وفي معرض رده على سؤال حول مشاركة الوفد الصحراوي في مهرجان إفريقيا وعدم معارضة المغرب، أوضح المتدخلون بأن الفترة الانتقالية التي عاشتها المغرب في الأعوام العشرة الأخيرة بعد وفاة الملك الحسن الثاني، ومجيء محمد السادس على رأس الحكم التستّر وراء الانفتاح على حقوق الإنسان لا يمكنه أن يخفي بأي حال من الأحوال واقع مرير لشعب يعاني من الاستعمار. وبالنسبة للموقف الأمريكي، أكد ذات المتحدث، بأن تصريحات أوباما يجب أن تكون عملية، مؤكدا بأنه في انتظار تجسيد تصريحاته، يبقى الموقف الأمريكي موقف مبدأ، مذكرا بأن الشعب الصحراوي بقيادته وشعبه الموحّد يعرف جيدا فن التفاوض والانتفاضة. وتظهر العداوة التي تكنّها فرنسا للصحراويين أضاف يقول مامي من خلال معارضتها لإيفاد مراقبين لحقوق الإنسان في اللجنة الأممية على مستوى مجلس الأمن، يحدث هذا في وقت نددت فيه منظمات دولية حقوقية بكافة مشاربها بالانتهاكات المغربية لحقوق الشعب الصحراوي. واعتبر أحد أعضاء الوفد علي السالم التامك، بأن مجيء هذا الأخير إلى الجزائر يعدّ مكسبا يضاف إلى المكاسب المحققة، وفيما يخص الانتفاضة الصحراوية للعام ,2005 تحدد سقف النضال السياسي، كما أنها ردّ على إدارة الظهر للشرعية الدولية، وذكر في السياق ذاته، بأنها جاءت استجابة للنداء الوطني لرئيس الدولة بمناسبة ذكرى تأسيس إعلان الكفاح المسلح إذ انه ولرغبة الشعب، مشيرا إلى المكسب المحقق بعدما صنف القضاء الإسباني الجرائم المغربية في خانة جرائم ضد الإنسانية ويتابع حاليا مسؤولين نافذين في السلطة. وخلص اسفاري إلى القول بأن ما انتزع بالقوّة لن يسترجع إلا بالقوّة، وتحرير المناطق المحتلة لن يتأتّى إلا من بعد سقوط شهداء جدد، وذهب إلى أبعد من ذلك، بتأكيده بأن المقاومة المدنية لن تبقى مدنية في إشارة واضحة إلى العودة إلى الكفاح المسلح الذي توقف سنة 1991 اذا بقيت الأمور على حالها، لافتا الإنتباه إلى أن المغرب اليوم، أصبح ضعيفا وأن مغرب محمد السادس ليس مغرب الحسن الثاني. وفيما يخص مسألة التنمية، أكد الحاضرون بأن المغرب وفي محاولة منه للتضليل بادر إلى بعض المشاريع (موانئ وطرقات) لخدمة مصالحه من جهة، وحمل المستوطنين إلى العيش بالأراضي الصحراوية. وتبقى المشاريع التنموية جدّ محدودة. وفيما يخص تباين المواقف الدولية المرتبطة بالتوازنات الدولية المؤثرة مباشرة فيها وكذا التعتيم الذي يعمد إليه المغرب، فإنه غير مبرر، ذلك أن القوانين واضحة وشروط الاحتلال متوفرة في القضية الصحراوية التي تجعلها من اختصاص القانون الدولي، وقد فهم روس حسب إسفاري ذلك جيدا وتريد أمريكا أن تمرر الرسالة إلى فرنسا والمغرب، وفي هذا السياق، تندرج تصريحات أوباما.