أوضح الناشط الحقوقي نعمة أصفاري، أمس، أن الشعب الصحراوي قادر على قلب الموازين ويتقن إدارة المفاوضات كما يحسن كذلك الانتفاضات ، وقال إن "الصحراويين كلهم مشروع شهداء، فيما كشف رئيس لجنة التعذيب مامي أعمر سالم أن عدد الجنود المغاربة في الصحراء الغربية يفوق 170 ألف جندي. شرّح أعضاء من الوفد الحقوقي الصحراوي الذي يزور الجزائر لأول مرة واقع حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة خلال ندوة فكرية نظمها مركز الشعب للدراسات الإستراتيجية جاءت بعنوان "المقاومة الصحراوية في الأراضي المحتلة" تحت إشراف الدكتور أمحند برقوق. واعتبر المعتقل الصحراوي السابق نعمة أصفاري أن المقاومة فعل قادتها الجماهير الصحراوية منذ الاحتلال الاسباني وتواصلت أثناء الاحتلال المغربي، ليضيف أن هذه المقاومة تحت لواء جبهة البوليساريو تميزت منذ وقف إطلاق النار بطابعها السلمي، واصفا هذه الزيارة التي تحمل دلالة عميقة ب" الولادة الجديدة" للقضية الصحراوية. وأوضح ذات المتحدث أن على الدول والشخصيات التي تتغنى بالديمقراطية أن تعترف صراحة بان تواجد المغرب في الأراضي الصحراوية هو احتلال، مشددا على ضرورة ترجمة مواقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما على ارض الواقع، قائلا إن الشعب الصحراوي يتقن إدارة المفاوضات كما يحسن كذلك الانتفاضات". وبالمقابل أوضح نعمة أسفاري أن المبعوث الاممي الجديد قد فهم القضية الصحراوية أكثر، وقال بهجة حادة أن الصحراويين قادرون على قلب الموازين وكلهم مشروع شهداء"، مضيفا أن "مغرب الحسن الثاني ليس هو مغرب محمد السادس". أما الناشط الحقوقي أحمد الناصري فقد أبرز الإدانة الدولية الواسعة للانتهاكات المغربية في الأراضي الصحراوية من قبل عديد من المنظمات الناشطة في مجال حقوق الإنسان، وأوضح أن الحكومة المغربية الآن عاجزة عن الرد. ومن جانبه، ذكر رئيس لجنة مناهضة التعذيب مامي أعمر سالم بجذور المقاومة الشعبية في الأرضي الصحراوية، وأوضح أن الانتفاضة السلمية في 21 هماي 2005 التي قام بها الشعب الصحراوي في كل المدن والطلبة داخل الجامعات المغربية قد أسقطت دعاية المغرب، وكشف عن وجود أكثر من 170 ألف جندي مغربي بالصحراء الغربية، إضافة إلى تكثيف الأجهزة الاستخبارتية، مشيرا إلى أن البوليساريو تجدد استراتيجيتها في إدارة المقاومة التي حققت انتصارات على حد تعبيره من خلال ربط شبكة واسعة من العلاقات مع المنظمات الدولية الوازنة، ناهيك عن إقرار المفوضية الأممية لحقوق الإنسان بان المظاهرات السلمية جاءت بسبب مصادرة حق الشعب الصحراوي. ونبه رئيس لجنة مناهضة التعذيب إلى أن كل البعثات الأممية إلى الأراضي المحتلة في العالم تقوم بمراقبة حقوق الإنسان باستثناء البعثة الأممية المتواجدة بالصحراء الغربية، في حين كشف علي سالم التامك أن القوات المغربية تقوم بدفن الصحراويين في مقابر جماعية وأكد أن قضية الانتهاكات المغربية أمام القضاء الاسباني اعترفت بوجود إبادة ضد الصحراويين وهو ما دفعه بمتابعة مسؤولين نافذين في النظام المغربي، فيما اعتبر الجائزة التي فازت بها الناشطة الحقوقية أمنيتو حيدار تاج يعبر على النضال الصحراوي بعدما أكد أن الانتصارات التي حققها الشعب الصحراوي بطيئة لكنها مهمة. وأبرزت معتقلة صحراوية سابقا دور المرأة في المقاومة الذي قالت عنه إنه يضاهي دور الرجل، مشددة على أنها النساء الصحراويات مصرة على انتزاع حقها بكل الوسائل المتاحة لديها، مشيرة إلى أن عدد المعتقلات في السجون المغربية يعد بالمئات. وأجمع الحقوقيون الصحراويون أن السلطات المغربية انتهجت مارست سياسة ممنهجة في انتهاك حقوق الإنسان وأكدوا أن قلعة "مقونة " تعد من أكبر المخابئ السرية في المغرب.