قال الخبير الاقتصادي عبد الرحمن مبتول، إن مؤشرات الاقتصاد الجزائري على المستوى الإقليمي تبقى ضعيفة إذا لم تضع خطة مستقبلية للانفتاح على المنطقة لاسيما شمال إفريقيا، مؤكدا أن لقاء رجال الأعمال الأفارقة بالجزائر ديسمبر المقبل سيكون خطوة لتعزيز مكانة الجزائر في القارة. اعتبر مبتول من منبر “ضيف الشعب”، أمس، أن المؤشرات المطروحة تؤكد أن خيار التوجه نحو السوق الإقليمية بات حتميا أكبر من أي وقت مضى من خلال التوغل عبر أسواق الدول المجاورة وتوسيع مجالات التبادل التجاري والاقتصادي الذي يخدم اقتصاد البلاد بدرجة أولى وبتكلفة اقل مقارنة بالسوق الأوروبية التي تتطلب تكلفة أكبر. كما يرى الخبير الاقتصادي أن تحقيق سوق افريقية مشتركة يرتبط بتجاوز الخلافات السياسية لاسيما بين الجزائر و مملكة المغرب الشقيقة، داعيا إلى ضرورة ربط علاقات اقتصادية مع هذا البلد الجار، قائلا “أن الإستراتيجية المستقبلية تقتضي وضع الخلافات السياسية جانبا لدعم اقتصاد الدولة وانفتاحه أكثر على السوق”. وفي رؤية استشرافية حول دور الجزائر في المنطقة قال مبتول أن قضية الصحراء الغربية تتولاها منظمة الأممالمتحدة، مشيرا إلى أن الجزائر ستقبل بأي نتيجة يمكن أن تصدر من الهيئة الأممية حول ملف الصحراء الغربية التي يعتبرها الجار المغربي حجرا لتعطيل العلاقات بين البلدين. وقال مبتول أن الجزائر تملك مؤهلات كبيرة تسمح لها بالاستفادة من العلاقات الاقتصادية بين دول الجوار وبشكل أدق في منطقة شمال إفريقيا مبدئيا ثم التغلغل على مستوى القارة، وهي النظرة التي تسير بها الحكومة في المرحلة الراهنة لكن المؤشرات تبقى ضعيفة إذا لم تتجاوز الخلافات السياسية. بعد نجاح اجتماع الدول المنتجة للنفط “أوبيك” في الجزائر تغيرات المعطيات بخصوص دور الجزائر في العالم وهو ما يستدعي تعزيز مكانتها و تموقعها اكبر، حيث أشار الخبير مبتول إلى حنكة الدبلوماسية الجزائرية في تحقيق توافق جماعي بين كل الأطراف الفاعلة. وتسعى الحكومة حسب مبتول من خلا النموذج الاقتصادي الجديد في التوجه نحو الأسواق الإفريقية. لكن الملاحظ أن ابتعاد الجزائر عن موقع الدول المجاورة لا يخدم مصلحتها، و في هذا الصدد يرى المتحدث أن أي خطوة لتعزيز موقع الجزائر الاقتصادي يجب أن تنطلق من المنطقة.