توجت الجامعة الصيفية للجالية الوطنية المقيمة بالخارج التي اختتمت أشغالها مساء أمس بإقامة الميثاق بجملة من التوصيات، تتعلق أساسا بانشغالات واهتمامات أفراد الجالية في مختلف المجالات، لاسيما الدعوة الى المساهمة في الاستثمار الوطني، والى ذلك شكلت فرصة سانحة لتشريح وضعية الجالية الجزائرية ولتأكيد التزام الدولة على لسان رئيس الجمهورية بحمايتها لمصالح وكرامة أفرادها أينما تواجدت. اختُتمت أمس فعاليات الطبعة الأولى من الجامعة الصيفية بعد خمسة أيام كاملة من النشاط، ميّزها أساسا المواضيع المتناولة من قبل ممثلي الجالية بحضور كبار المسؤولين، وفي مقدمتها الوزير الوصي جمال ولد عباس الذي عمدت وزارته الي تنظيم هذا النشاط لخلق فضاء يكون بمثابة أرضية لعمل مشترك تستفيد من خلاله الجزائر من مهارات الكفاءات الوطنية وتساهم هذه الاخيرة في الانتاج الوطني. ولأن الجامعة الصيفية تكتسي أهمية بالغة لاسيما بعدما جدد القاضي الاول في البلاد الحرص على مرافقة الجزائريين اينما تواجدوا، فقد تميزت الجلسة الافتتاحية بحضور ثلث الطاقم الحكومي الذين أكدوا ضرورة إرساء روابط متينة مع الجالية، وهو ما ذهب اليه وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي الذي لم يفوت الفرصة ليؤكد حرص الدولة على إقامة حوار مثمر دائم وفعال مع أفراد الجالية، ومن جهته دعا زميله في الجهاز التنفيذي كريم جودي وزير المالية الجالية إلى اقحام نفسها في الاستثمار وأخذ حصتها من الانتاج الوطني ما دامت الفرصة سانحة، وذهب عبد الحميد طمار وزير الصناعة وترقية الاستثمارات في نفس الاتجاه، حيث أكد الامكانيات التي تزخر بها الجزائر بما في ذلك كفاءاتها المتواجدة بالقارات الأربع. ولم يفوت ممثلو أفراد الجالية الفرصة ليؤكدوا بأن المبادرة جيدة وان فرص الاستثمار بالجزائر مغرية، داعين المسؤولين الى تكريس الوعود في الواقع من خلال أشياء ملموسة. وعلاوة على الاقتصاد والاستثمار ونقل الكفاءات، لقي موضوع »صورة السلام في العالم« حصته من النقاش، ففي هذا الصدد أكد الشيخ بوعمران رئيس المجلس الاسلامي الاعلى بان تعامل المسلمين مع أشخاص يعتنقون ديانات أخرى ينبغي ان يتم على أساس قاعدة و »عاملهم بالتي هي أحسن«، ولدى تفصيله هذا الطرح اوضح ذات المتحدث بان تجسيده يتم من خلال »بث أيديولوجية الحوار المفتوح والأخوي الذي تلتقي أطرافه عند الكثير من القضايا التي تخص الانسانية جمعاء، ودعا المسلمين الى العمل على نشر قيم التسامح بكل السبل وفي مقدمتها تجنب النزاعات ودحض كل ما اصطلح عليه بصراع الحضارات. للإشارة فان الجالية عموما استفادت من عدة اجراءات وتسهيلات، لاسيما نقل الجثث وتذاكر السفر التي شهدت تخفيضا في أسعارها يصل الى 50 بالمائة، كما أن المجلس الاستشاري للجالية في المهجر سيطرح على الاجتماع المقبل لمجلس الوزراء سيرى النور في الاسابيع المقبلة، وأنيط أساسا بمهمة إعداد سياسة هجرة والدفاع عن مصالح الجالية وتسهيل الإجراءات الإدارية للرعايا بالخارج، مع العلم أن المجلس الاستشاري يندرج في اطار مخطط أعده الجهاز التنفيذي من أجل ضمان تكفل أمثل بالجالية يقوم على 5 محاور جوهرية ويمتد الى غاية .2014