أعرب مشاركون في الملتقى حول الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، الذي اختتمت أشغاله، أمس، عن ارتياحهم لهذه المبادرة، داعين إلى تجديدها "مرة في السنة على الأقل والاهتمام بانشغالات هذه الجالية والتكفل بها وكذا منحها فرصة المساهمة في تنمية البلاد"• وأبرز المدير العام للشؤون القنصلية بوزارة الشؤون الخارجية "حسن رباحي" في تدخله وجوب الاهتمام بمشاكل هذه الجالية التي تشكل، كما قال "جزءا من الشعب الجزائري"• وذكر "رباحي" بكل المبادرات التي تقوم بها هذه الجالية لترقية صورة البلاد في الخارج وذلك بنشر "ثقافتنا الجزائرية وقيمنا وعاداتنا" مشيرا إلى المشاكل التي تعترضها في البلد المضيف لاسيما في دول أوروبا وذلك بعد التشديدات التي أدخلت على القانون الأوروبي الخاص بالهجرة"• ولدى استعراضه إشكالية هجرة الكفاءات، ذكر نفس المتدخل ببروز خلال هذه السنوات الأخيرة ظاهرة "الهجرة الانتقائية" مما أدى بمغادرة الآلاف من حاملي الشهادات الجامعية إلى فرنسا وكندا ودول الخليج"• من جهته، طرح رئيس فيدرالية مسجد باريس بفرنسا "ميسوم الشاوي" في تدخله إشكالية الهجرة غير الشرعية "الحراقة " التي بدأت تنتشر كما قال في بداية التسعينيات في دول المغرب العربي• وأشار "الشاوي" إلى المشاكل التي يتعرض لها هؤلاء المهاجرون بطرق "غير قانونية" نظرا لعدم توفرهم على وثائق الإقامة• وذكر في هذا الشأن بأن "معظم هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين من الشباب المقيمين بفرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى يواجهون مشاكل اجتماعية حادة من بؤس وتهميش وإقصاء وفقر وكذا بطالة واستغلال ويتعرضون أحيانا للطرد أو السجن"• ودعا السلطات العمومية إلى "وجوب التكفل بهذه الفئة من الشباب التي تغادر البلاد بصفة غير شرعية، آملين في تحسين ظروفهم الاجتماعية، غير أنهم يصطدمون بواقع مختلف عما كانوا يتصورونه"• واعتبر "أكلي ميلولي"، أحد الأعضاء المؤسسين للفضاء الفرنسي-الجزائري أن تنظيم هذا النوع من الملتقيات الذي يسمح بربط اتصال مباشر بين ممثلي الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج والسلطات الجزائرية "جاء في وقته المناسب"• وأكد في هذا السياق أن "هذا اللقاء يسمح بالتعبير عن انشغالات الجالية بكل حرية ويبعث الأمل بخصوص الاهتمام الذي توليه الحكومة الجزائرية وعلى رأسها رئيس الجمهورية "• وأضاف "ميلولي" الذي قضى أكثر من 20 سنة خبرة في الحركة الجمعوية بفرنسا "إن هذا الاهتمام يساعدنا حتى في اندماجنا في البلد المضيف ويعزز فينا روح المواطنة بصفتنا جزائريين غيورين على وطنهم رغم بعدهم عنه"• كما اعتبر "ميلولي" أنه من الضروري إشراك الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج في التنمية الوطنية من خلال وضع إطار قانوني مناسب يسمح بتحديد دورها بشكل واضح" داعيا إلى" تشجيع الشراكة بين الجزائريين بأرض الوطن والجزائريين المقيمين في الخارج قصد إنشاء مؤسسات جديدة مولدة للثروات ومناصب شغل"•