دعا رئيس حركة البناء الوطني، مصطفى بلمهدي، إلى الوحدة والتحالف لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية الحالية، و نادى بالمشاركة الإيجابية لخدمة المصلحة العليا للوطني، وحذر من جر التيار الإسلامي إلى المعارضة المتطرفة. اعتبر بلمهدي، أمس، أن الجزائر تمر بمنعرج خطير، جراء انعكاسات انخفاض أسعار النفط في السوق الدولية واستمرار التهديدات الأمنية في جوارها الإقليمي، وقال خلال افتتاحه المؤتمر الرابع للحركة “ على نهج الشيخين محفوظ نحناح و محمد بوسليماني”، إن “المرحلة تستدعي الالتفاف والوحدة والتحالف لإخراج البلاد من الأزمات السياسية والاقتصادية ومخلفات العشرية السوداء”. وأكد أهمية المساندة الشعبية المطلقة للجيش الوطني الشعبي، باعتباره مكسبا للأمة، ويتولى مهمة صيانة أمنها وحماية حدودها من كافة الأخطار المحدقة، وشدد على ضرورة حماية المدرسة من المناورات الإيديولوجية والتشبث بالثوابت المضمنة في الدستور وقوانين الدولة. واعتبر أن الإدارة رهان الإصلاح وبناء الثقة مع المواطن، لذيلك ينبغي تطهيرها من مرض البيروقراطية الذي ينخر جسدها ويعطل نمو البلاد ومصالح المواطنين، ولفت إلى أن البلاد تواجه ثلاثة تحديات كبرى تتمثل في الإرهاب، الفساد والتغريب. وجدد التمسك بمنهج الشيخ محفوظ نحناح القائم على المشاركة الإيجابية، والتنازل لصالح المواطن وفق مصلحة واضحة ومحددة ومتفق عليها، وقال إن مزاياها تمكين إشراك الكفاءة للقضاء على الرداءة وتجاوز العقبات الأيدلوجية لصالح التنمية الشاملة. وذكر بثبات حركة البناء الوطني، على مبدأ الوسطية والاعتدال ومقاومة الفساد برفع الوعي الجماعي ومكافحة الإقصاء والتهميش والجهوية والعنصرية والتطرف لما تحمله من دمار على هيبة الدولة والعدالة الاجتماعية. وأعلن عن مشاركة الحركة في الاستحقاقات التشريعية المقبلة، معتبرا أنها ستكون مميزة بعدما تفادت الجزائر رياح ما يسمى بالربيع العربي الذي أدى ببلدان عربية إلى مستنقع العنف والخراب. وحذر في ذات الوقت من أن تجر الحركة الإسلامية في الجزائر إلى المعارضة المتطرفة، إلى جذبها إلى التزلف والابتزاز، داعيا إلى إعادة بعث المصالحة الوطنية وتكريسها بشكل كامل. وأدان المتحدث، محاولات بلدان أجنبية إقامة قواعد عسكرية في مناطق متاخمة للحدود الجنوبية الجزائرية، مثمنا في الوقت ذاته مواقف الدبلوماسية الجزائرية، اتجاه القضايا الاقليمية والعربية. وقال مصطفى بلمهدي، أن حركة البناء الوطني، التزمت للمرة الرابعة على التوالي إقامة المؤتمر عشية أول نوفمبر، تخليد لذكرى تضحيات الشهداء والمجاهدين، والعمل على تكريس ما جاء في نداء الثورة الذي يحمل مشروع مجتمع. وحضر مراسيم افتتاح المؤتمر الذي احتضنته القاعة البيضوية بالعاصمة، شخصيات سياسية وطنية وأجنبية ورؤساء أحزاب على غرار الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، وممثلين عن باقي التشكيلات الأخرى.