أجمعت شخصيات وطنية تاريخية وأخرى سياسية من داخل وخارج الوطن على استمرار غياب المجتمع النوفمبري الذي حلم به الشهداء الأبرار، في ظل تفشي "الفساد السياسي والحقرة والفئوية والطائفية". قال فيلالي غويني، رئيس الكتلة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء، في كلمة له في فعاليات الملتقى الدولي الثاني "الدولة لوطنية والتحديات الإستراتيجية"، في إطار المؤتمر السنوي الثاني لحركة البناء الوطني، "على نهج الشيخين محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني"، أن مشروع المجتمع النوفمبري الذي حلم به المجاهدون لم يتحقق بعد وهو المراد تحقيقه بعد 60 سنة من الثورة التحريرية، وهو ما ذهب إليه الدكتور عمار طالبي، نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الذي أكد بُعد المجتمع الجزائري عن ما كان يصبو ويحلم به شهداء الثورة، في ظل ما يسوده من تفرقة وشتات، وركز المتحدث على الوحدة الإسلامية التي تكلم عنها مالك بن نبي، وجعلها اهتماما بالغا ودعا إليها عبر الكلمة والقلم. في السياق ذاته ركز الأستاذ عبد الله لام من دولة السينغال عل الوحدة الوطنية واعتبرها مسعى هاما يتطلب من الجميع التنازل لتحقيقه . وأوضح مصطفى بلمهدي، رئيس الحركة، أن ما تسبح فيه البلاد "من فساد سياسي وإستبداد وإنتشار للفئوية والطائفية والعروشية"، أبرز عوامل الفوضى التي تعيشها الجزائر داخليا، ما أفرز "حالة عدم إستقرار على جميع الأصعدة بدليل التوتر الذي تعيشه جل القطاعات بحكم الحركات الإحتجاجية المتواصلة". وقال أن حركته دأبت على إحياء منهج الشيخين محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني، منوها بدور شهداء الجزائر ومن ضحوا لأجلها لتعيش حرة سيدة أبية، وقال "لأجل إحياء ذكراهم كانت المبادرة والدعوة للملتقى لننهل من قيم نوفمبر ومبادئه ومشروعه، والذي يمثل رفضا للفساد والظلم ونهب الثروات، وهذه تحتاج لجهود الجميع من أجل وحدة هذا الوطن ورقيه وازدهاره، لننأى به عن مشاريع تفتيت الأوطان بعد تفتيت الأمة". وشاركت في الملتقى شخصيات عديدة من ضيوف خارج الوطن وداخله، من موريطانيا والمغرب، ومالي والسنيغال، إلى جانب لبنان وفلسطين. وإفتتح الأستاذ بشير جاب الله، الملتقى، وتطرق إلى شرح موضوع الملتقى الذي اعتبره موضوعا حساسا وهاما يشغل بال الساسة والمفكرين في المنطقة العربية، أوطانا وأمة، مؤكدا أن المؤتمر يمثل حلقة هامة في خدمة وحدة الوطن والأمة ويدع باتجاه أمنها واستقرارها والتشارك في صناعة تصور لذلك،مما جعل الحركة تنفتح على مختلف الفعاليات والقوى للمساهمة بالرأي والفعل. وتطرق محمد الأمين مزي من دولة موريطانيا الذي ذكر بجهود الشيخين محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني وترحم على شهداء الجزائر بمناسبة اول نوفمبر، معتبرا ان الثورة الجزائرية كانت حدثا هاما غير مجرى تاريخ المنطقة. وهو ما ذهب إليه نور الدين بحبوح الوزير السابق، الذي ذكر بنضال الشيخ محوظ نحناح وجهوده ومواقفه التي يذكرها لأجل الجزائر ومنها قول الشيخ محفوظ نحناح "أنا لا أريد السلطة، أنا أناضل من أجل وحدة الجزائر".