افتتحت، أول أمس، بالعاصمة الأردنيةعمان، فعاليات “ أيام الفيلم الجزائريبعمان” في طبعتها الخامسة، التي تعرض فيها أربعة أفلام وثائقية وروائية تحاكي يوميات وهموم المجتمع الجزائري التي عايشت العشرية السوداء وقضاياه المستجدة على خلفية التطورات المتسارعة على اختلافها. واستهلت هذه التظاهرة التي تنظم بالتعاون مع الهيئة الملكية للأفلام والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي في مسرح “الرينبو” بعرض فيلم المخرج سالم الإبراهيمي الآن بإمكانهم المجيء والمقتبس عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب أرزقي أملال وهو الفيلم الذي عكس واقع العشرية السوداء في الجزائر بعد انهيار الاشتراكية وظهور نظام إسلامي متطرف. وقد قدم المخرج شخصيات الفيلم الشخصية الرئيسية أمازيغ كاتب ) بأسلوب ذكي ومتميز غاصت في الأحداث طيلة 95 دقيقة أحداث تروي قصة رضوخ نور الدين لأوامر والدته بالزواج من ياسمينة الحسناء وبرفقتها يكتشف مفاهيم الحب والعائلة والمقاومة على الرغم من الرعب المحيط بهما ولكن لا شيء ينجو من عنف المتطرفين وعندها يدرك نور الدين حقيقة هذا الأمر محاطا بالإرهابيين ليحضن ابنته بقدر حبه لها وتموت البنت. حاز الفيلم جائزة التانيت الفضي لأفضل فيلم روائي طويل أول في أيام قرطاج السينمائية الأخيرة وجائزة لجنة التحكيم الخاصة- المهر في مهرجان دبي السينمائي الدولي العام 2015 وجائزة لجنة التحكيم في أيام قبرص السينمائية وجائزة المخرجين الجدد في مهرجان تروندهايم السينمائي الدولي، كما حاز أمازيغ كاتب جائزة أفضل ممثل في مهرجان عنابة العام 2016 وفاز الفيلم بجائزة العناب الذهبي في المهرجان نفسه. وأعقب الفيلم نقاش مع الجمهور العريض الذي توافد على قاعة العرض من الأردنيينوالجزائريين المقيمين بالمملكة وغيرهم من الأوروبيين والذين أبدوا اهتماما منقطع النظير وتجاوبا مع أحداث الفيلم بكل تفاصيله فرأى البعض بأن هذا الفيلم يجسد حقيقة ما يعيشه العالم العربي من إرهاب وتطرف، كما أنه (الفيلم) حسب البعض الآخر — يتمتع ب«القوة” التي قد تصطدم من يراه . وأعرب سالم الإبراهيمي بالمناسبة عن شعوره بالحماس لعرض فيلمه “ الآن بإمكانهم المجيء” للجمهور الأردني والعربي عموما معتبرا بأن الفيلم لا يحكي فقط عن حياة ومعاناة أسرة بالجزائر في فترة التسعينيات بل هو يعبر عن المأساة الحاضرة التي تعايش العديد من الأسر في الكثير من الدول العربية والإسلامية. ولد سالم الإبراهيمي في لندن وهو نجل الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي وتتضمن مسيرته الإخراجية الأفلام الوثائقية أفريقيا العودة (2010) عبد القادر(2014) وفيلم “ الآن بإمكانهم المجيء” ( 2015) وهو أول فيلم روائي طويل له. وسيشهد اليوم الثاني من هذه التظاهرة السنيمائية عرض الفيلم الروائي القصير “ نقطة التلاشي” لمخرجه مهدي لعبيدي والفيلم الوثائقي “ احنا برا” للمخرجة بهية بن شيخ لفقون على أن تختتم هذه الأيام بعرض فيلم “ الدليل” وهو دراما للمخرج عمر حكار اليوم . وقد عبر بعض الجمهور الأردني ممن حضروا افتتاح الأيام عن سعادتهم الكبيرة وهم يكتشفون لأول مرة السينما الجزائرية مؤكدين بأن مثل هذه التظاهرة جديرة بالتنويه والإشادة لما يحمله الشعب الأردني — كما قالوا— من “ حب واحترام وتقدير لبلد المليون ونصف من الشهداء”. وفيما استحسن جزائريون مقيمون بالأردن تنظيم هذه الأيام إلا أنهم تساءلوا عن تسمية “ أيام الفيلم الجزائري في عمان” من خلال عرض أربعة أفلام فقط داعين الجهات المعنية إلى عرض المزيد من الأفلام الجزائرية التي تعتبر — على حد قولهم” الأوفر والأكثر إنتاجا في البلدان العربية”. وفي هذا الصدد قالت السيدة مريم- د بأنه كان بإمكان الهيئة الملكية الأردنية للأفلام أن تجعل من هذه الأيام تظاهرة حقيقية بالنظر إلى غنى التجربة السنيمائية الجزائرية. أما مدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي نزيه برمضان فقد أكد طموح بتطوير هذا التعاون إلى مجال التكوين السينمائي وإنتاج أعمال مشتركة بأن هذه الأيام تأتي في إطار الاتفاقية الموقعة مع الهيئة والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى تنظيم أيام الفيلم الأردنيبالجزائر وأيام الفيلم الجزائري في عمان، مبرزا بأن الطرفين يشعران اليوم بثمرة هذا التعاون للسنة الخامسة على التوالي . وأضاف بأن لدى الوكالة والهيئة “ طموح بتطوير هذا التعاون إلى مجال التكوين السنيمائي وإنتاج أعمال مشتركة جزائرية أردنية”، مشيرا إلى أن الثقافة عموما والسينما على وجه الخصوص “تعد من الروافد الأساسية التي تجمع الشعبين الجزائريوالأردني زيادة على العلاقات السياسية الجيدة التي تميز الدولتين”. تجدر الإشارة إلى أن حفل افتتاح الدورة الخامسة من أيام الفيلم الجزائري في عمان حضره سفير الجزائر في الأردن محمد بوروبة والأميرة ريم علي عضو مجلس إدارة الهيئة الملكية الأردنية للأفلام وعدد من الشخصيات الثقافية والسينمائية.