عززت، أكاديمية المجتمع المدني الجزائري، موقعها في الخارطة العربية من خلال الانضمام إلى المجلس العربي للشباب والتنمية، مساهمة في إيصال رسالة الجزائر إلى ابعد الأصقاع وإسماع صوتها مقربة المسافات مكسرة حاجز الجغرافيا. الخبر أعلنه د. احمد شنة الأمين العام للأكاديمية في لقاء نظم، أمس، بمقرها الوطني بزرالدة، احتفاء بعيد الفطر المبارك بحضور الإطارات وممثلي المجتمع المدني، منهم سعيدة بن حبيلس وزيرة سابقة والأمينة العامة للجمعية النسوية للتضامن مع المرأة الريفية ومحمد الطاهر ديلمي وجه قيادي ونقابي. وقال د. شنة أن انضمام الأكاديمية إلى فضاء الجامعة العربية يمنحها إضافة في مواصلة مهمة تعميم ثقافة المجتمع المدني وحمل همومه وانشغاله بعيدا عن إيديولوجية التحزب والولاء السياسي. وهي مهمة تجعل الأكاديمية اقرب من القاعدة التي تغلي كالبركان وتحتاج لمزيد من التكفل بها دون التوقف عند التعهدات والوعود. وتصب في صميم البناء الديمقراطي الحق الذي لا تشوبه شائبة وانحراف، ولا تعترض سبيله الحسابات السياسية وقاعدة الربح والخسارة. وشددت على هذا التوجه، السيدة سعيدة بن حبيلس مؤكدة استحالة ترقية الديمقراطية وتعميم ثقافة المواطنة والتأصل بلا مجتمع مدني فاعل يدرك قيمة الوظيفة وثقل المسؤولية، يتحرك بانتظام بحرية المبادرة دون انتظار المؤشرات الفوقية. انه روح الأمة وضميرها الحي وقلبها النابض، يتحرك في كل مرة ويلعب دور المكمل لدولة والأحزاب، ينشط بطريقة بنائية عبر مد جسور الاتصال والتواصل مع المحيط وإقامة معه علاقات ثقة ومصداقية لا عدائية تسود المنجزات وتكرس الخطاب التيئيسي المشكك في كل انجاز. وعلى هذا الأساس، مدت الأكاديمية جذورها مع مكونات المجتمع، ورسخت روابط مع الجزائر العميقة توقف عندها د.صالح دجال احد أعمدة الأكاديمية، وشدد عليها محمد الطاهر ديلمي، مناديا إلى ضرورة الاحتفاظ بالنظرة الاستشرافية البعيدة الأمد التي لا تكتفي بالزمان والمكان، ولا تبقى أسيرة الظرف. وقال ديلمي، في تشريحه للمرحلة المتغيرة، أن الأكاديمية مجبرة على السير وفق مبدأين الصبر والمرحلية، ومعناها التدقيق في الحسابات قبل الإقدام على القرار والخيار، خاصة في ظل منافسة من جمعيات متعددة ضاقت بها الأرض، وهي منافسة تفرض إستراتيجية مضبوطة لا تقبل بالارتجالية والبريكولاج. وبات من المستعجل العمل في هذا الاتجاه لإزالة الخلط المترسخ في الأذهان بين مفهوم المجتمع المدني والحركات الجمعوية والأحزاب. وانصبت المداخلات على هذه المسألة التي تثير الجدل، ووردت على لسان رؤسات الأكاديمية في مختلف جهات الوطن، وأكدت على حقيقة واحدة أن أكاديمية المجتمع المدني عليها الحرص على التمايز والاستثناء في مقارعة الواقع المتغير من اجل التأكيد وفرض الوجود، وهي مطالبة باعتماد الواقعية في الطرح وعدم المبالغة في مقاربتها وخطها المتبع بعيدا عن الخطاب الإيديولوجي الموجه لتهدئة النفوس ونضال الصالونات الذي لا يغني ويسمن. وبهذه المنهجية، شقت الأكاديمية طريقها، ونجحت في كسب الرواج والثقة، زادتها المواضيع الحساسة التي عالجتها وقدمت اقتراحات حلول ممكنة بعيدا عن التهويل والعويل وقاعدة ''تخطي راسي''. وبعد الانخراط في الأممالمتحدة، مدت الأكاديمية صداها إلى العالم العربي من خلال الانضمام إلى المجلس العربي للشباب والتنمية بالقاهرة، مكسرة حاجز البقاء أسيرة الظرف الستاتيكي الجامد وما يحمله من سلبيات لا يمكن قبولها بالمرة في زمن الديمقراطية التعددية التي تبنى بالقوى النزيهة التي تضع مصلحة الأمة والمجتمع فوق كل الحسابات.