كرمت أكاديمية المجتمع المدني المقرئين الشيخ رياض الجزائري، وأحمد شاوش أحد فرسان القرآن الكريم الذي احتل ثاني مرتبة العام الماضي في مسابقة ترتيل آيات بينات من الذكر الحكيم. ومُنح للشيخ المقرئ رياض الجزائري وسام الاستحقاق الذي يعد أعلى تكريم تقدمه الأكاديمية، وكان من نصيب رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة عام ,2003 وفازت به سيدة الأعمال فوزية سويدي العام الماضي. وشمل التكريم الذي جرى في حفل ديني بهيج نظمته سهرة أمس أكاديمية المجتمع المدني الجزائري لبلدية جسر قسنطينة احتفاءً بليلة القدر المباركة، بعض أبناء المجاهدين الذين ساهموا بتفانٍ في إنجاح تظاهرة الاحتفال بعيد الطفولة، منهم مصطفى محيوس الذي عبر عن ارتياحه لهذه اللّفتة التي لها قيمة ودلالة كبرى. وتؤكد كيف أن متفتحة الأكاديمية عن تركيبات المجتمع ومكوناته وتشكيلاته، وكم توصي بالحرص الشديد على مد جسور الاتصال والتواصل مع المحيط الذي تنشط فيه وتحمل رسالة بناء وإنماء بجزائر فوق كل الحسابات. وعرف الحفل الذي دأبت الأكاديمية على تنظيمه في مهمة تضامن وتآزر وتراحم مع العائلات المعوزة، ختان عشرين طفلا كانوا يرتدون الزى التقليدي من برانيس بيضاء وطرابيش حمراء و"سراويل عرب" وسترة.. أضفت على الأجواء بقاعة الحفلات''سوف''بجسر قسنطينة حالة من البهجة والتمايز، وزادتها حرارة وانتعاشا زغاريد الأمهات وأنغام الزرنة والطبل. وتجاوب الحضور من شخصيات وطنية منهم شقيقة البطل الشهيد العربي بن مهيدي السيدة ظريفة بن مهيدي، وبرلمانيين وأعضاء المجلس الشعبي البلدي لجسر قسنطينة، يتصدرهم بلعباس نائب رئيس المجلس، وإعلاميين مع الأجواء الاحتفائية التي حملت مضمونا دينيا يليق بمقام الشهر الكريم رمضان ولا سيما ليلة القدر المباركة. وكشفت النقاب عنها مداخلات الشخصيات التي نوهت بمبادرة الأكاديمية التي حملت التمايز والخصوصية، ونجحت في جمع العائلات في حفل ديني شد الاهتمام والانتباه، خاصة بتكريم المقرئ الشيخ رياض الجزائري الذي كسر الحواجز والحدود من خلال ترتيله آيات قرآنية في مختلف الجهات الإسلامية، منتزعا مكانة وتفوقا في مسابقات عديدة رفعت شأن البلاد وعزتها. وأكد د. احمد شنة الأمين العام لأكاديمية المجتمع المدني الجزائري على هذه الحقيقة. وقال في تصريح ليومية" الشعب" أن الأكاديمية أرادت من خلال الحفل إبراز العبقرية الجزائرية في ميدان قراءة القرآن الكريم. وأن تكريم الشيخ رياض الجزائري علامة على هذا العمل، حيث أن الكفاءات الجزائرية في مختلف المجالات والمواقع تحتاج إلى مثل هذه اللّفتات لكي تواصل العطاء. وتأسف د. احمد شنة عن حالة جهل الكثير من الجزائريين وتجاهلهم لعبقرية المقرئ الجزائري الذي ذاع صيته في أكثر من بلد مسلم يكن له الاحترام والتقدير وعزز مكانته الدينية. وذكر في هذا الشأن مبديا تساؤلا محيرا كيف أن قارئا عالميا بحجم الشيخ رياض الجزائري معروف بمعظم البلدان الإسلامية، لكنه ما زال في وطنه يحتاج إلى تعريف. وعن البعد الآخر للحفل الذي يمس ختان البراءة، قال د. احمد شنة أنه عمل رمزي، وقد قررت الأكاديمية تعميمه على مستوى القطر، ويبدأ من 25 إلى 27 رمضان الكريم شاملا 3 آلاف طفل إجمالا. وتهدف العمليات التضامنية إلى رأب الصدعو وترميم الشروخ التي ظهرت في الأسر الجزائرية من فقدان المحبة والتآلف والتآزر.وتحمل العمليات كذلك دعوة صريحة من الأكاديمية للعودة إلى قيمنا الإسلامية والوطنية، التي ترتكز أساسا على التكافل الاجتماعي الذي هو ليس بغريب عن المجتمع الجزائري. ومن جهتها، شددت السيدة أويحيى نوال رئيسة المجتمع المدني لأكاديمية المجتمع المدني لبلدية جسر قسنطينة على جدوى الحفل الذي حضرته بتأن ولم تترك كل كبيرة وصغيرة. وأوضحت لنا أن المبادرة حملت دلالة وبعدا من خلال تنظيمها المستمر سنويا في هذا الوقت كاسبة ثقة ومصداقية يحسب لها الحساب. وذكرت السيدة أويحيى أن الأكاديمية بجسر قسنطينة تتولى مهمة ختان الأطفال في هذا الموعد للمرة الرابعة بلا انقطاع. وحمل حفل ليلة القدر هذه المرة التمايز والمضمون الديني الذي يناسب الحدث المقدس،. وزاده قيمة وانتعاشا حضور المقرئين الشيخ رياض الجزائري وأحمد شاوش الغنيين عن التعريف. واكتملت الفرحة بمشاركة السيدة الظريفة بن مهيدي شقيقة الشهيد الرمز العربي بن مهيدي صاحب مقولة ''أرموا بالثورة إلى الشارع يلتقطها الشعب"، فكان اللقاء عربون وفاء للتراحم والتعاطف والتواصل بين الجزائريين إلى أبعد الحدود.