احتفلت، أمس، مدينة المحمدية، بعيد البرتقال، هذه الفاكهة التي تظل بساتين محيط هبرة تتزين بألوانها الزاهية على مدار 6 أشهر وتفتقدها موائد البعض من العائلات حتى المحلية، بسبب ارتفاع أسعارها واستقرارها عند 200 دج للكيلوغرام الواحد، ويأتي الاحتفال بعيد البرتقال في المحمدية كتقليد قديم اعتادت عليه المنطقة قبل قطيعة دامت كثيرا وعادت إليه قبل أربع سنوات، تعرض خلاله أصناف الحمضيات التي تنتجها بساتين محيط هبرة، و ما ميز هذه الطبعة من عيد البرتقال اختفاء أصناف عدة من البرتقال فضلا عن غياب كبير لمنتوج العسل الذي تشتهر به مدينة المحمدية والمناطق المجاورة لها . وبالرغم من الجهود الحثيثة والبرامج الضخمة التي استفادت منها المنطقة ضمن مساعي دفع و تطوير قطاع الفلاحة، يظل نظر منتجي الحمضيات قصيرا منصبا على الكم والعامل التجاري، الذي تسبب في تراجع صيت المحمدية وشهرتها في مجال إنتاج أكثر من 20 صنفا من البرتقال والحمضيات المختلفة، فمن بين 20 صنف يمكن إنتاجه ببساتين الحمضيات في المحمدية أصبح الإنتاج يقتصر على صنفين فقط من البرتقال «المندرين و الطومسون» إضافة إلى الليمون، بالرغم من وجود جميع الإمكانيات والمؤهلات لتطوير وتنويع إنتاج الحمضيات على غرار المحطة التوضيحية التابعة للمعهد الوطني التقني للأشجار المثمرة التي تتيح للمنتجين فرصة المرافقة والتكوين والإرشاد الفلاحي في مجالات عدة تصب كلها في إطار تطوير الإنتاج كما و نوعا، إلى جانب مختلف آليات الدعم الفلاحي والمشاريع التنموية التي استفادت منها المحمدية. وتتوقع المصالح الفلاحية لمعسكر الخروج بإنتاج يراوح 829 ألف قنطار من الحمضيات خلال هذا الموسم مع نهاية حملة جني البرتقال التي بلغت نسبة 80 بالمئة، و هو إنتاج يقدر بضعف إنتاج السنوات الماضية لعدة أسباب أسهمت في ذلك منها الغرسات الجديدة التي تقارب 450 هكتار سنويا والتي وسعت المساحة المزروعة بالحمضيات في محيط هبرة من 3 آلاف هكتار في سنة 2012 إلى 7 آلاف هكتار في سنة 2016 ، إضافة إلى مضاعفة حصص السقي وخلو الموسم من الأمراض، كما تتطلع الجهات الوصية على القطاع الفلاحي بمعسكر إلى رفع الإنتاج ل 900 ألف قنطار من الحمضيات بمحيط هبرة الذي ينشط به حوالي 2300 منتج، خاصة مع إمكانية توسيع المساحة المزروعة والمسقية إلى 10 آلاف هكتار، الأمر الذي يتيحه مشروع تهيئة محيط هبرة الذي من المقرر أن يكون حيز الخدمة في أجل أقصاه جوان المقبل.