نهاية كابوس آرق سكان الحدود أزيد من نصف قرن مواضيع متنوعة ثرية تضمنها عدد مجلة الجيش لشهر فيفري، تترجم مدى حرص العنوان على تغطية مختلف الملفات السياسية، التاريخية والعسكرية محل الاختصاص بروح تحليلية وبعد نظر ورؤية استشرافية. يتبث هذا المحتوى الاعلامي الذي تحلت به «الجيش» مدى الاحترافية التي تتبعها تكيفا مع مرحلة باتت الصحافة قلبها النابض على الاطلاق جاعلة من نفسها قوة تغيير وبدائل تصنع الرأي العام وتوجهه، بحسب مصلحة البلد واستراتيجيتها لحماية السيادة وضمان الوحدة والاستقرار. لهذا راعت المجلة في تغطيتها للاحداث المتسارعة وتطورات الظرف التنوع الاعلامي حريصة على تقديم أدق التفاصيل في تناغم المشهد الوطني والدولي وتنوعه. احتلت أولى الصفحة حوار رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مع «اوكسفورد بيزنيس» البريطاني وما تضمنه من معلومات حول الاجراءات الاحترازية المتخذة في سبيل مواجهة ظرف مالي صعب تعيشه الجزائر جراء انهيار اسعار المحروقات. هي اجراءات أثبتت جدواها في الابقاء على تمويل المشاريع الاستراتيجية وحماية الجبهة الاجتماعية واعتماد النجاعة في التسيير والرشادة المالية لتأمين استقلالية القرار وتجنب السقوط مرة أخرى في المديونية الخارجية واملاءات «الافامي» ووصفاتها الخطيرة. الى جانب هذا الموضوع الحساس، اهتمت مجلة «الجيش» بملفات الساعة ورصدت أحداثا لعبت فيها المؤسسة العسكرية الدور الحاسم المفصلي. منها على وجه التحديد تمثيل الفريق الوطني العسكري لكرة القدم البلاد أحسن تمثيلا في كأس العالم بمسقط وتشريفه الالوان الوطنية للمشاركة الثالثة في نهائيات المنافسة بعد تتويجي البرازيل وكوريا. وهذه المشاركة المتميزة استحقت تنظيم على شرفه حفل استقبال من طرف الفريق قايد صالح، نائب وزير الدفاع القائد الاعلى للقوات المسلحة وتنويهه بأداء «الخضر» المميز، معيدا الى الاذهان انتصاراتهم المحققة عبر الزمن. الى جانب هذا الانجاز، هناك انتصارات أخرى حققها الجيش في الميدان وجدت الصدى والعناية في المجلة يتقدمها الانتهاء من نزع أخر لغم استعماري بالشريطين الحدودي الشرقي والغربي، اعتمادا على جهد خاص وإرادة فولاذية ونجاعة تستحق الاشادة والعلامة الكاملة خاصة وان العملية التي شرع فيها منذ فجر الاستقلال وتمادت 53 سنة لم تخلف أية ضحية في صفوف الجيش. 9 ملايين لغم انتزعت من ابناء الجزائر المسلحين بأحدث التقنيات وأقوى المعارف العلمية المعرفية تثبت بالدليل القاطع مدى تحلي افراد الجيش بالمهنية والعصرية وقبولهم رفع التحدي، متخذين من الاسلاف رسالة ومرجعية لا يحيدون عنها قيد أنملة. تأكد هذا في ندوة احتضنها منتدى «الشعب» الذي سلط خلاله إطارات الجيش الضوء على مهمة نزع آخر علامات استعمارية فرنسية في جزائر الأمن والأمان. تظهر هذه العملية التي طهرت أراضي الجزائر من ألغام الموت وحررتها من مخلفات جرائم استعمارية وكوابيس آرقت المواطن أسير الخوف والمفاجأة، كيف ان هذا الجيش كان وسيبقى الى جانب الشعب الجزائري وقت المحن والشدائد واثناء الضرورة الحتمية. وهذا التلاحم بين الجيش والشعب، هذه المعادلة الثنائية الطرح والبعد هي التي تعطي اجابة مقنعة شافية للمشككين في شعبية الجيش المتمادي عن غرض في تشويه حقائق الاشياء وتمرير الصورة النمطية الاخرى البعيدة عن الواقع. ويصب هذا الجهد في عمق الاستراتيجية العسكرية المنتهجة من الجيش الذي أقسم بالنازلات الماحقات مواصلته للمعركة الحاسمة للقضاء على آخر فلول الارهاب وتأمين الحدود الوطنية. هي معركة تنفذ بعمل اتصال وتواصل مع الشعب الآمن الأمين وما جرى أيام العاصفة الثلجية من تدخل للجيش في عمليات نجدة وتضامن مع العائلات المحاصرة في المناطق النائية إلا البرهان.