تضمنت السلسلة الخاصة لمجلة الجيش الصادرة في عددها الرابع لشهر أكتوبر و المتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيسها إصدارين تناول الأول مختزلا لمقالات صدرت بين دفتي المجلة على مدار نصف قرن كتبتها أقلام تنتمي لأجيال مختلفة فيما تضمن الإصدار الثاني مسيرة الجيش الوطني الشعبي و أهم محطاتها. و جاء في كلمة العدد الخاصة بالإصدار المتعلق بالإعلام أنه و في سياق الإحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية "حري بنا أن ننوه بالدور الإعلامي لمجلة الجيش داخل المؤسسة العسكرية و هي التي ولدت من رحم الثورة التحريرية المباركة". و أشار كاتب المقال إلى أن صدور المجلة عكس "وعي قادة الثورة بأهمية سلاح الإعلام" و هي النظرة التي تجسدت سنة 1961 حيث قررت قيادة جيش التحرير الوطني إصدار منشور إعلامي عسكري حمل و لا يزال اسم "الجيش". و استعرض المقال باسهاب التطور الذي شهدته المجلة التي "واكبت كل التطورات التي عرفتها الجزائر" و "عايشت اللحظات السعيدة و كذا الأليمة التي مرت بها البلاد". أما الإصدار الثاني الذي حمل عنوان ""الجيش الوطني ...مسيرة و تاريخ" فقد جاء زاخرا بعدد من الملفات التي تناولت جملة من المواضيع المتمثلة في "نزع و تدمير الألغام" و "مكافحة الإرهاب" و "عصرنة و تطوير الجيش الوطني الشعبي" و كذا "الإشارة" و "الصحة العسكرية" و "الرياضة العسكرية". و من بين المواضيع التي تضمنها الملف الأول مقال تم من خلاله تسليط الضوء على إحدى "أدوات الموت"... خطا شارل و موريس اللذين عمدت السلطات الإستعمارية إلى زرعهما على طول الحدود الغربية و الشرقية مخلفة بذلك و إلى غاية اليوم الكثير من الضحايا. و لفت المقال إلى أنه و "بالرغم من الجهود التي تبذلها الوحدات المتخصصة للجيش الوطني الشعبي للتخلص من هذه الآفة و التي مكنت من نزع و تدمير أكثر من 8 ملايين لغم لا تزال نحو 3 ملايين منها مزروعة بتلك المناطق". و يمكن للقارئ المهتم بهذا الموضوع الإلمام بجميع التفاصيل المتعلقة بملف نزع الألغام ابتداء من انطلاق العملية التي شكلت "رهانا جديدا للجزائر المستقلة" و مرورا بكل مراحلها إلى غاية اليوم مع شهادات حية لناجين من الموت من جيل الثورة و جيل الإستقلال. و في ملف آخر تم التطرق إلى الجهود التي ما فتئت تبذلها الجزائر على جميع الجبهات في مجابهتها للإرهاب الذي عرفته في بداية التسعينات لفترة طويلة و بصفة أليمة "أمام تجاهل تام للرأي العام الدولي لمعاناة الشعب الجزائري".حيث "كان لزاما عليه انتظار تاريخ 11 سبتمبر 2001 حتى تخرج الجزائر من عزلة طويلة". و قد تم في هذا الإطار تخصيص حيز لأهم إجراءات ميثاق السلم و المصالحة الوطنية فضلا عن النصوص التشريعية المندرجة في إطار استرجاع السلم و الإستقرار. كما تناولت عدة مقالات جميع الجوانب المتعلقة بمكافحة الإرهاب على غرار أشكال تمويله و رفع اللبس و الخلط بين الإرهاب و القضايا العادلة و كذا قائمة المعاهدات الدولية و الإقليمية المصادق عليها من طرف الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب و غيرها. و علاوة على ما سبق ذكره تم التطرق إلى أهم معالم الإستراتيجية العسكرية الجزائرية الشاملة في مكافحة الإرهاب و المعتمدة على خطط "متكاملة و مشتركة بين مختلف مصالح الأمن". و فيما يتعلق بملف مسار عصرنة و تطوير الجيش الوطني الشعبي فقد ركزت المقالات على ما تقوم المؤسسة العسكرية في سعيها لتطوير و عصرنة منظومتها الدفاعية "بما يتماشى و التطورات التي تعرفها جيوش العالم بالإعتماد على التكوين النوعي و اقتناء التجهيزات و العتاد و اكتساب التكنولوجيا التي تعرف طفرة كبيرة في جميع المجالات". و في سياق ذي صلة شكل سلاح الإشارة صلب ملف مفصل تم من خلاله تتبع مختلف مراحل تنظيم هذا السلاح الحساس قبل و أثناء الثورة التحريرية و مرورا بتأسيس أول مدرسة لتأسيس سلاح الإشارة و تخرج أول دفعة سنة 1956 و التي شكلت أول شبكة للإتصالات. كما تضمن هذا الملف الشق الخاص بتحول هذا النوع من الإتصالات التي تشكل "العصب الرئيسي للجيوش" من النظام التماثلي إلى النظام الرقمي و ما صاحبه من تطورات. و في مجال الصحة العسكرية تم تخصيص سلسلة من المقالات التي ركزت على عمل هذه المصالح أثناء الثورة التحريرية و مراحل تطورها حيث أولتها وزارة الدفاع الوطني غداة الإستقلال "أهمية كبرى" باعتبار أنه "لا يمكن لأي دولة أن تحافظ على كيانها و وحدتها و سيادتها إذا لم يكن لها جيش منظم و قوي في عدده و عدته في مجال الصحة". و في الأخير شكلت الرياضة العسكرية مسك الختام حيث تم التطرق إلى المسيرة الحافلة لفريق جبهة التحرير الوطني فضلا عن نشأة الرياضة العسكرية و إنشاء المدرسة العسكرية للتربية البدنية و الرياضية سنة 1970 و كذا إنتصارات الرياضة العسكرية عبر السنوات.