تتواصل فعاليات “اليوم الدراسي حول مسرح عبد القادر علولة” التي انطلقت أمس الجمعة بقاعة المسرح لمدينة يسر بولاية بومرداس، بمشاركة جمع من المسرحيين قادمين من مختلف مناطق الوطن، إلى جانب المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد. وتأتي هذه التظاهرة، التي تنظمها الجمعية الثقافية “سيرتا” لمدينة يسر بالتنسيق مع مديرية الثقافة لولاية بومرداس والديوان الوطني لحقوق المؤلف، إحياءً للذكرى ال23 لاغتيال علولة بأيادي الغدر والإرهاب التي فشلت في اغتيال فكره وفنّه وإبداعه. انطلقت هذه التظاهرة مساء أمس الجمعة بعرض مسرحي للمقهى الأدبي للطحطاحة سيدي بلعباس عنوانه “آخر حلقة”، لتتواصل اليوم بقاعة المحاضرات بيسر، بعرض الفيلم الوثائقي “علولة ومسرح الحلقة” من إخراج علي عيساوي. وتفتتح مداخلات اليوم الدراسي بمداخلة المسرحي المغربي المعروف عبد الكريم برشيد تحت عنوان “الموروث الثقافي الشعبي في مسرح عبد القادر علولة”، ثم مداخلة للباحث عبد الكريم غريبي موسومة ب«مسرح عبد القادر علولة والفعل الثقافي الوطني”، تعقبها مداخلة للمسرحي والإعلامي احميدة العياشي عنوانها “إسهامات عبد القادر علولة في المسرح الجزائري”. كما يعرض وثائقي “البعد العربي في مسرح عبد القادر علولة”، تتبعه مداخلة المخرج علي عيساوي تحت عنوان “عبد القادر علولة و/فضاءات المسرح/”، ثمّ عرض مسرحية “العلق” للفقيد عبد القادر علولة، التي تختتم بها هذه الفعاليات. وعن هدف هذا اليوم الدراسي، يقول محمد دلسي رئيس جمعية “سيرتا” المنظمة للتظاهرة، في تصريح ل«الشعب”، إن “مسرح عبد القادر علولة تجربة فريدة في الوطن العربي يجب الاهتمام بها، وهي مادة للدراسة والبحث، لذا فتنظيم هذا اللقاء يندرج في إطار توفير هذه المادة”. أما عن سؤالنا الثاني، عمّا إذا كان مسرح علولة قد لقي الدراسة الكافية أم أننا مطالبون بالبحث أكثر فيما تركه لنا هذا المسرحي الفذ، يقول دلسي إن مسرح عبد القادر علولة لم يلق الدراسة الكافية، لأن علولة كان يحمل مشروع مجتمع عن طريق المسرح، كما أشار محدثنا إلى عدم فهمه من قبل عديد من المختصين. سألنا دلسي إن كانت المبادرة منفردة أم أنه يوجد تفكير في طبعات أخرى حول عبد القادر علولة، ولم لا حول مسرحيين جزائريين آخرين، وعن طريقة الاستفادة من التوصيات التي سيخرج بها هذا اللقاء، فأجاب: “لقد سبق أن نظمنا طبعة سنة 2009 وكانت ناجحة، وهو ما حفزنا على تنظيم هذه طبعة 2017 هذه، وسنحاول التأسيس لها، وجعلها مرجعا للبحث أكثر وتحت تصرف المختصين.. تقييم هذه الدورة سيكون لا محالة، ونحن نظمنا هذا اللقاء وكلنا طموح لتكراره، وبالتالي وجب الاستفادة بعد التقييم ومحاولة بعث مشروع ثقافي وطني يبدأ من هذه الطبعة”. للتذكير، كانت أيادي الغدر والإرهاب قد اعتدت على عبد القادر علولة ذات 10 مارس 1994، ولفظ المبدع الفذّ أنفاسه أياما بعد ذلك، ليخسر المسرح الجزائر والعربي، بل والعالمي، علما من أعلامه، تاركا وراءه العديد من الأعمال التي تنتظر مزيدا من الدراسة والبحث.