أشار منير عيسوق، مدير دار الثقافة حسن الحسني بالمدية، حول دور المسرح الشباني، إلى أن وزير الثقافة يولي أهمية كبيرة لقطاع المسرح في الجزائر، حيث عقد منذ أيام اجتماعا ضم جميع الفاعلين في الحقل المسرحي للتكفل والتشاور في كيفية واقتراح آليات الإنتقال بالمسرح الجزائري إلى تحقيق دوره الثقافي الرائد في المجتمع، من خلال تكريس الإحترافية ومفهوم الإستثمار في الثقافة عموما، وفن المسرح خصوصا، مع تنبيهه لعدم تجاوز المسرح الهاوي في الجزائر لما له من أهمية في تحقيق فرص التعبير الفني والفكري للشباب الجزائري. اعتبر محدثنا أن المسرح الجزائري في مقارنة للنصوص القديمة والنصوص الوطنية، تقلب عبر الأزمنة ككل الفنون وفق ظروف كل مجتمع السياسية والاجتماعية والإقتصادية، ومنه المسرح الوطني، حيث كرست عدة نصوص مسرحية مع بداية الإستقلال لتمجيد تضحيات الشعب الجزائري، بعد حصوله على الاستقلال وانعتاقه. في بداية الستينيات إلى نهاية السبعينيات من القرن الماضي، انتقل مسرحنا بعد ذلك لفكرة معالجة أمور وظواهر اجتماعية، وقد تميزت هذه النصوص في أغلبها على مستوى الكتابة، بما يعرف بالكتابة الجماعية في تحقيق كل شيء في الجزائر، غير أن التطور الطبيعي وإتاحة فرصة التكوين للشباب في مجال فن المسرح على مستوى معهد الفنون الدرامية ببرج الكيفان، جعل المبدعين في مجال الإخراج والتمثيل والنقد والتنشيط الثقافي يظهرون تفاعلهم الإيجابي مع الحراك بإبداعات فردية، منها ما هو خالد إلى يومنا هذا في ذاكرة المهتمين. عيسوق: خوض الاحترافية لا يعني التسامح مع أعمدة المسرح أوضح عيسوق في رده، أن المسرح الجزائري بإمكانه أن ينتج فنانا بارعا كعلولة، بأنه “فعلا هناك أكثر من علولة بالجزائر.. إلا أن عدم بلوغنا فكرة الإحترافية المنشودة بشكل كامل جعل المسرح الجزائري غير قادر على ذلك”، بدليل أن عدة أسماء كبيرة عرفت تذمرا إعلاميا، مستطردا قوله: “للصدق هناك قلة من اهتمت بصناعة النصوص المسرحية كنصوص أدبية ووضعها في متناول الجمهور الجزائري العميقة، خاصة جعل الثقافة المسرحية لدى المواطن أقل بريقا”. على صعيد آخر، يرى الأستاذ والناقد محمد بوكراس أن المسرح هو أبو الفنون، وفن للتواصل بامتياز، وفن للحياة، لأنه وسيلة محاكاة للحياة، معتبرا في هذا الصدد أن المسرح يقوم على الحوار والبناء، لأنه في جوهره بناء.. بناء للأفعال والأقوال والحركات والعلامات لانتاج المعنى.