بدأت في مدينة إسطنبول التركية قمة منظمة المؤتمر الإسلامي التي ستركز على الملفات الاقتصادية دون تجاهل بعض القضايا السياسية الهامة المرتبطة بالأزمة بين إيران والعالم الغربي والوضع في أفغانستان. فقد افتتح الرئيس التركي عبد الله غول أمس الاثنين بمشاركة أكثر من 40 دولة إسلامية قمة اللجنة الاقتصادية والتعاون التجاري الدائمة في منظمة المؤتمر الإسلامي (كومسك) التي ستبحث تطوير التجارة بين الدول الأعضاء، وآثار الأزمة الاقتصادية العالمية ومشاكل الفقر في العالم الإسلامي. وعلى الرغم من الطابع الاقتصادي، من المنتظر أن تبحث القمة -التي تستغرق يوما واحدا- عددا من الملفات السياسية، من بينها البرنامج النووي الإيراني والوضع في أفغانستان، حيث من المقرر أن يعقد على هامش القمة اجتماع لدول الجوار الأفغاني. ويشارك في القمة العديد من رؤساء الدول، من بينهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ونظيره السوري بشار الأسد، والأفغاني حامد قرضاي الذي ألقي أمس خطابا دعا فيه الدول الأعضاء للمشاركة في مساعدة بلاده للخروج من أزمتها السياسية والاقتصادية. وشارك رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض ممثلا للرئيس محمود عباس، و من ناحية ثانية قرر الرئيس السوداني عمر البشير الصادر في حقه مذكرة توقيف دولية عدم المشاركة في اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي. وكانت الصحافة التركية تحدثت الأحد عن إمكان إلغاء هذه الزيارة التي تضع أنقرة في موقف حرج، في ضوء الاعتراضات الدولية عليها وخصوصا من جانب الاتحاد الأوروبي. وقال دبلوماسي تركي رفيع لوكالة فرانس برس رافضا كشف هويته إن السودانيين يرون ويفهمون جيدا الصعوبات. ولم تصادق تركيا على معاهدة روما العام 2002 التي نصت على إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، لكن الاتحاد الأوروبي يحضّها على الانضمام إلى المعاهدة في إطار المفاوضات التي تخوضها لدخول الكتلة الأوروبية. وشكك رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأحد في أن يكون الرئيس السوداني قد نسّق ارتكاب إبادة في دارفور، مؤكدا أن أي مسلم لا يمكنه ارتكاب إبادة. لكن وكالة الأنباء السودانية ربطت إلغاء زيارة البشير بالتطورات الداخلية وقضية جنوب السودان.