انطلقت، أمس، في مدينة اسطنبول التركية أول قمة اقتصادية لمنظمة المؤتمر الإسلامي في دورتها الخامسة والعشرين، برئاسة الرئيس التركي عبد الله غول، وسط غياب الرئيس السوداني عمر البشير، بعدما كان حضوره مقررا من قبل، ووسط مشاركة سورية وإيرانية قوية، فيما شهدت مشاركات دول عربية كالسعودية ومصر تدنيا كبيرا، حيث تحاول تركيا من خلال هذه القمة تأكيد سعيها لتعميق علاقاتها مع العالم الإسلامي. وشهدت قمة المؤتمر الإسلامي التي عقدت في اسطنبول، أمس، غياب الرئيس السوداني عمر حسن البشير، الذي يواجه مذكرة توقيف دولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، حيث تسببت زيارة البشير التي كانت متوقعة إلى تركيا لحضور قمة اقتصادية في أزمة دبلوماسية بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، إذ طالب الاتحاد الأوروبي تركيا في مذكرة دبلوماسية بإعادة النظر في دعوتها البشير لحضور قمة المؤتمر الإسلامي، مطالبا إياها باعتقاله وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور. وردًا على هذه المذكرة، دافعت أنقرة عن حضور البشير للقمة الاقتصادية في إسطنبول، حيث اتهم الرئيس التركي عبد الله غول الاتحاد الأوروبي ب "التدخل" في شؤون بلاده، قائلا: "في أي شيء يتدخلون.. هذا اجتماع يعقد في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي، ليس اجتماعا ثنائيا". كما أعلنت تركيا رسميًا أنها لا تنوي اعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير خلال زيارته لحضور قمة اقتصادية، موضحة أنها لم توقع على معاهدة المحكمة الجنائية الدولية، وأن قرارات المحكمة لا تلزم تركيا قانونا، مشيرة إلى أن مذكرة التوقيف الدولية المتعلقة بالرئيس السوداني، غير مدعومة بقرار من مجلس الأمن الدولي. وكان الرئيس التركي قد طالب، في افتتاح أعمال الاجتماع الوزاري للجنة الإسلامية في اسطنبول، أول أمس، دول العالم الإسلامي بالتعاون في ما بينها من أجل تقديم حلول لمشكلاتها، مؤكدا أن تركيا ستواصل العمل المشترك مع دول منطقة الشرق الأوسط لتأمين السلام والاستقرار في المنطقة. من جانبه، أكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إكمال الدين إحسان أوغلو، أن التحديات الراهنة في العالم تفرض على الدول الإسلامية التعاون وتوحيد الجهود في مواجهتها، معتبرا أن العلاقة التركية السورية نموذج لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول الإسلامية.